الأحد , 5 مايو 2024

رهام ناصر تكتب: مساحات شاغرة في القلب

= 2020

Reham Naser


أن أجدك هنا معى على درب واحد من دروب عدة للحياه نمر عليها كان ذلك هو الأمر الذى جعلنى دوما أغادر فكرة الفراق أو البعد عنك .. تجاوزت كل سنوات العمر المحملة بالآمال و المثيرات المفرحه .. تعديت شغف القلب .. و ارتعاشة نشوة مشاعر الطيش .. ﻷبقى بخندق الشك و وجهة واحده أصوب أليها ظنونى و تساؤلاتى ..وجهتى فقط إلى السماء .. أحاول أن أتجرأ على مخاوفى أو تلك المسلمات بمعتقداتى .. أن أتحرر من عقدة الحرام .. بعد خمس سنوات تغيرت بها كل معالم مشاعرى و رؤيتى للحياه .. كأرض يانعة خضراء أصابها زلزال غير شكل معالمها و ترك فوضى عارمه .. ليبقى سؤالى عن حقيقة هذه القوة التى صنعت كل هذا الحطام.

هل الضعف الذى بدأ يتسلل إلى أغوار نفسى هو ما أصابنى بالأهتزاز .. ﻷفقد توازنى النفسى و أفقد معها حلقة علاقاتى بالأخرين .. كثيرون سقطوا .. أو رحلوا و تركوا مساحاتهم فارغه بالقلب و ندبة جراء انتزاعهم من هذه الاماكن .. لا أعلم على وجه الدقه .. لماذا تغيروا و أصبحوا غرباء أو قد يكون ضعفى هو الذى غيرنى .. أو قد يكون الإدراك لحقيقة الوهن بعلاقاتنا بالأخرين فى لحظة تعرينا بها فأصابتنا لعنة السكر من جراء هذا الادراك الوجودى الذى يصنع أحساس العظمه للأنا بداخلنا .. فنفرغ بعد كل الثقه إلى فراغ و شك .. و حقيقة قاسيه أنه لامطلق فى أى وجود لا مطلق فى أى علاقة تربطنا بالأخرين و إن كانوا أبائنا أو أمهاتنا كلها غرائز البقاء.

 لا مطلق  حتى فى الأعتقاد بالدين .. الذى قد يصل أما الى إلحاد تام أو هداية لطريق الله .. بعد أن ترهبنا حالة اللاانتساب .. أو اللاثوابت .. التى ترجنا بمحيط الكون و انفعالات مجردة من معنى الرحمه الملتصق بمعتقداتنا المطلقه السابقه .. فلا سجدة إلى رب تمنح ذاك السلام اليقينى فيما قبل الشك .. و لا صلاة صافية دموعها تغسل أرواحنا الحائره .. و لكن مزيد من الجزع بالأنفصال عن ثوابتنا بعد كل حوار معك .

أنا: لقد قرأت كثيرا عن السادية و المازوخية.. مشاعر بتمس النقطه المعتمه فى النفس البشريه و هى حالات رغم أنها مرضيه لكن ممكن نطوعها عشان نتعامل مع العقد اللى جوانا .. و كمان ممكن تاخد شكل روحانى لما تقوم على فكرة التضحيه ساعتها المضحى بيحس بأنه بيعمل عمل نبيل عشان ينقذ الاخرين ..

هو: شوفى .. هنا عايز أقولك بعد قرايات كتير عن معتقداتنا فى الاسلام و بعد قراءات للمسيحيه و اليهوديه .. و البوذيه كمان .. لاقيت ان أكيد فى قوة خارقه بتحكم الكون يعنى وجود الله شىء بديهى لكن طريقة العباده أو الوصول إلى علاقه حقيقيه مع الله هى دى النقطه المهمة.. وﻷنك محتاره ازاى تعملى صلح مابين نفسك اللى بتعانى كل اضطهاد لفطريتها و بين انك تكونى صالحه من وجهة النظر الدينيه ..

أرتبك مرة أخرى و أعود إلى أسئلة أخرى عن تلك المشاعر الفطريه المتعبه و المحبطه أيضا و بين أن أكون أمرأة صالحه ..!

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 6846 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.