الثلاثاء , 30 أبريل 2024

10 خصائص مهمة ليوم الجمعة

= 941

 

هذه وقفاتٌ سريعة حول خصائص يوم من أيام الله العظيمة، خير يوم طلعتْ عليه الشمس "يوم الـجُمُعة"،

أولاً: استحبابُ كثرةِ الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – فعن أَوْس بن أوس – رضي الله عنه – قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ من أفضل أيامكم يومَ الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإنَّ صلاتكم معروضة عليَّ))، قال: فقالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرض صلاتُنا عليك، وقد أَرِمْتَ؟ قال: يقولون: بَلِيتَ، قال: ((إنَّ الله – تبارك وتعالى – حرَّم على الأرض أجسادَ الأنبياء صلَّى الله عليهم)).

ثانيًا: صلاة الجمعة التي هي من آكد فروضِ الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين، من تركها تهاونًا بها طَبَعَ الله على قلبه؛ فعن أبي الجعد الضمري، وكانت له صحبةٌ، أنَّ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من ترك ثلاثَ جُمع تهاوُنًا بها، طبع الله على قلبِه)).

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول على أعواد منبره: ((لَينتهينَّ أقوامٌ عن وَدْعِهِم – أي: تركهم – الجُمُعات، أو لَيختِمَنَّ الله على قلوبِهم ثم لَيَكونُنَّ من الغافلين)).

ثالثًا: الأمر بالاغتسال فيه للصلاة، فمن العلماء من أوجبه؛ فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((غسل يوم الجمعة واجبٌ على كلِّ مُحْتَلِمٍ))؛ أي: بالغ.

ومن العلماء من أوجبه في حقِّ من به رائحةٌ يحتاج إلى إزالتها؛ فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: كان الناسُ مَهَنَةَ أنفسِهِم – أي: خَدَمَةَ أنفسِهم – وكانوا إذا راحوا إلى الجمُعة راحوا في هيئتهم – على حالتهم من التعرق وغيره – فقيل لهم: ((لو اغتسلتم)).

وفي رواية: أنَّها قالت: كان الناسُ أهلَ عمل، ولم يكن لهم كُفَاةٌ – أي: لم يكن لهم خَدَمٌ يكفونهم عن العمل – فكانوا يكونُ لهم تَفَلٌ – أي: رائحة كريهة – فقيل لهم: ((لو اغتسلتم يوم الجمعة)).

رابعًا: استحباب التَّبْكير للذهاب إلى المسجد لصلاة الجمعة بعد طلوع الشمس؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من اغتسل يوم الجمُعة غسلَ الجنابة، ثمَّ راح فكأنما قرَّبَ بَدَنَةً، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قَرَّبَ بقرةً، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قَرَّبَ كبشًا أقرنَ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قَرَّبَ دجاجةً، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قَرَّبَ بيضةً، فإذا خرج الإمامُ حضرت الملائكة يستمعون الذِّكر)).

خامسًا: قراءة سورة الكهف في يومِها؛ فعن أبي سعيد – رضي الله عنه – أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاءَ له من النُّورِ ما بين الجمعتين)).

سادسًا: أنَّ فيها ساعةَ إجابة؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال أبو القاسم – صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ في الجمُعة لساعةً لا يوافقها مسلمٌ قائمٌ يصلِّي يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه))، وهذه الساعة من دخول الإمام، إلى أن تقضى الصلاة، ومن بعد صلاة العصر إلى أن تغرُبَ الشمسُ.

سابعًا: القراءة في فجر الجمعة "الم السجدة"، وفي الركعة الثانية: هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ? [الإنسان : 1] كاملتَين،

والحكمة في ذلك ما بيَّنه ابنُ القيم – رحمه الله – بقوله: \"ولما خلق الله السمواتِ والأرضَ وما بينهما في ستة أيام، وتعرَّف بذلك إلى عباده على ألسنة رسله وأنبيائه، شَرَعَ لهم في الأسبوع يومًا يذكرهم فيه بذلك، وحكمةِ الخلق، وما خُلِقوا له، وبِأَجَلِ العالَـمِ، وطيِّ السموات والأرض، وعود الأمر كما بدأه سبحانه وعدًا عليه حقًّا، وقولاً صِدْقًا، ولهذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقرأ في فجر يوم الجمعة سورتي (آلم تنزيل) و(هل أتى على الإنسان)؛ لما اشتملت عليه هاتان السورتان مما كان ويكون من المبدأ والمعاد، وحشر الخلائق، وبعثهم من القبور إلى الجنَّةِ والنار، لا لأجلِ السجدة، كما يظنُّه من نَقَصَ علمُه ومعرفتُه، فيأتي بسجدةٍ من سورة أخرى، ويعتقد أنَّ فجر يوم الجمعة فُضِّلَ بسجدة، ويُنكِر على من لم يفعلها.

ثامنًا: أنَّ فيها الخطبة التي يقصد بها الثناء على الله وتمجيده، والشهادة له بالوحدانية، ولرسول – صلى الله عليه وسلم – بالرسالة، وتذكير العباد.

تاسعًا: ليس لها راتبة قبلها، وإنما راتبتها بعدها؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إذا صلَّى أحدُكم الجمعة، فليصلِّ بعدَها أربعًا)).
وعن ابنِ عمرَ – رضي الله عنهما – أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم : "كان يصلي بعد الجمعة ركعتين".

وكان ابنُ عمرَ – رضي الله عنه -: إذا صلى الجمعة بمكَّةَ تقدم فصلى ركعتين، ثم تقدم فصلى أربعًا، وإذا كان بالمدينة صلَّى الجمعة ثمَّ رجع إلى بيته فصلى ركعتين، ولم يصلِّ في المسجد، فقيل له، فقال: كان رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يفعلُ ذلك".

عاشرًا: التفرُّغ للعبادة يوم الجمعة، قال ابن القيم – رحمه الله – وهو يتحدث عن خصائص يوم الجمعة: "إنه اليوم الذي يُستحب أنْ يُتفرغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مَزِيَّةٌ بأنواع من العبادات، واجبة ومستحبة، فالله سبحانه جعل لأهل كلِّ ملة يومًا يتفرغون فيه للعبادة، ويتخلون فيه عن أشغال الدنيا، فيوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام كشهرِ رمضانَ في الشهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان؛ ولهذا من صح له يوم جمعته وسلم، سلمت له سائرُ جمعته، ومن صح له رمضان وسلم، سلمت له سائر سنته، ومن صحت له حجته وسلمت له، صح له سائر عمره، فيوم الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضان ميزان العام، والحج ميزان العمر".

 

شاهد أيضاً

الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله عز وجل

عدد المشاهدات = 463 ✍️ صفاء مكرم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.