السبت , 27 أبريل 2024

شاهندا البحراوي تكتب: دواليب المخدرات في مصر (2)

= 2942

Shahenda El Bahrawy

 

قلت بالأمس أن إنتشار المخدرات بين الأطفال بهذا الشكل المفزع أثار دهشتي وأصبح سن الإدمان من 11 عاما ، بل وانتشرت دواليب المخدرات ليس فقط في الأوكار ليلا ولكن اصبحت توزع في الطرقات نهارا..

ولذلك فضلت التحدث مع حالة عملية يدعى "م.ع" الذي قادته التجارب السيئة والظروف لدخول إلي هذا العالم وتعاون معي وقام بشرح لي بعض المصطلحات التي إنتشرت في مجتمعنا ولا نعرف عنها شئ وهي "كالمعلم –تجار التجزئه-الديلر –الدولاب –الفراولة – البلاطه-التفاحه-تلاته بسكوته"..

والحلقه الأولي في هذا الحوار هو المعلم الذي يجلب البضاعه داخل البلاد والحلقه الثانيه هو "تاجر التجزئه" الذي يتعامل مع البضاعة بالجملة، ويسمى صاحب "دواليب".
والحلقه الثالثه هو "الديلر"..

وتنبع أهميته من كونه حلقة الوصل بين المتعاطي والتاجر "صاحب البضاعة"، أي أنه مفتاح معرفة الكثير عن هذا العالم السرّي والشديد التعقيد. وهو، غالباً، يتخذ لنفسه اسماَ غير شائع أو لافت للنظر كـ"شقاوة" أو "الأصلي".

عموماً، يتخذ "الديلر" من ناصية شارع ما بمنطقة مصر القديمة مقرّاً له، منتظراً الزبون. أحياناً يسلم البضاعة "ديليفري" للزبائن المرموقين ، أو ستجده يحمل حقيبة ظهر، أو "دولاب" كما يصطلح على تسميتها في السوق، في داخلها البضاعة ويقف في نقطة ما على الطريق الصحراوي بين القاهرة واسكندرية، منتظراً إشارة من سيارة ما ليبيع بضاعته لمن فيها.

يحصل "الديلر" في الغالب على نسبة يتفق عليها مع التاجر من الكمية التي يبيعها "هو وشطارته"، علي حسب وصف "م.ع" وإن ربحه يبدا من 273جنيها وقد يصل في بعض الأحيان إلي 917جنيها..اما "الفراوله – البلاطة" ترامادول مضروب،

و يعدّ الترامادول، إذن، أحد أنواع المخدرات الرائجة، وفقاً لمسح صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، على الرغم من أن غالبية أنواعه الموجودة حالياَ في الأسواق المصرية مضروبة، وأن الشركات المنتجة للترامادول توقفت عن صناعته، مشيراً إلى أن المنتجات التي تباع حالياً تحت هذا الاسم تصنع "تحت بير السلم"، وإن تكن تركيبتها مشابهة للترامادول.

وفي خطورة المخدرات المضروبة أكبر من الطبيعية، لأن دخول المواد الكيماوية في تركيبها يجعل تأثيرها مضاعفاً في انتاج الهرمونات في الجسم، وأكبر من المواد الطبيعية، بحيث يعتادها الجسم بشكل أسرع، وهذا ما يجعله غير قادر على القيام بوظائفه دونها، ونكشف ايضا عن وجود صنفين من الأدوية "المسجلة على أنها خطرة، يقبل على شرائها حالياً لبيعها على اعتبار أنها مواد مخدرة برغم أنها ليست مدرجة على جدول وزارة الصحة للمواد المخدِّرة.

الصنف الأول يسمى "كبرون" وهو موسّع للشُعَب الهوائية، لكن شكله يشبه حبة الترامادول، فيستغل "الديلرز" هذا الشبه ويروجونه على أنه ترامادول والاسم التجاري لهذا الصنف "بلاطة". أمّا الصنف الثاني فهو "أمريزول F250"، واسمه التجاري "فراولة" يما يخص الحشيش المضروب.. أنه عبارة عن خليط من العسل والحنة ونبات الخشخاش، بالإضافة لمادة مضادة للاكتئاب.

وهناك صنف اسمه "تلاتات بسكوتة" وهو عبارة عن حشيش يتم لفه في سجائر، لونه بني فاتح، وسعر "الصُبَاع" الواحد 126 جنيها، وهناك صنف آخر أقل جودة يسمى "سبعات"، وهو عبارة عن "دبابيس على حجر الشيشة"، لونه بني غامق، وسعره 112 جنيها، أمّا الصنف الوسط فهو" خمسات"، وهو عبارة عن خليط من النوعين السابقين وسعره ما بين 126و112 جنيها، أمّا عن الأسماء الرائجة في السوق للمخدرات، فهناك "التفاحة" و"المرسيدس الرخمة"، لافتاً إلى أن الاسم يكون مرتبطاً بتأثيره على مزاج متعاطيه.

ويمكن الإشاره هنا بأن حجم الاتجار بالمواد المخدرة والإنفاق عليها نحو 3 مليارات دولار سنوياً، أي حوالي 2.5% من الدخل القومي في مصر.

وهذا قد يثير الفزع من حجم الارقام الخياليه علي هذه السموم، وما يثير الفزع أيضا  هو التعاطي المتعدد وهو ما يقرب من 89%من المدمنين لا يكتفوا بماده مخدره "واحده".
—————
وللحديث بقية إن شاء الله

شاهد أيضاً

إنجي عمار تكتب: قبل ودبر..!

عدد المشاهدات = 6427 قبل ودبر بضم الحرف الاول من كلتا الكلمتين. كلمتان بينهما تضاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.