حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
تكتبها: د. نهى أبو زيد
زادت حيرتي في الآونة الأخيرة، وجعلتني أبحث باهتمام وشغف شديد عن أ سباب انتشار الالتهاب الخلوي، وكثرة الحالات المتردده على المعمل تسألني: هل هناك تحليل للكشف عن الالتهاب الخلوي؟ وما أسبابه وكيف نقي أنفسنا منه؟
في البداية لابد من تعريف: ما هو الالتهاب الخلوي؟
الالتهاب الخلوي، هو عدوى بكتيرية في الجلد والانسجة الموجودة تحته، وغالبا يأتى بعد خدش في الجلد، فهذا الخدش يسمح للبكتريا الموجودة على سطح الجلد باقتحام الطبقات السفلي من الجلد فتحدث العدوي وغالبا يصيب الساق والقدم والذراع.
ما هي أعراض الإصابة بالالتهاب الخلوي؟
إحمرار في الجلد، وتورم المنطقة المصابة مع سخونة شديدة، وألم في المنطقة المصابة.
كيف تأتي الاصابة؟
50 إلي60% من حالات الإصابة تكون نتيجة جرح في الجلد أو لدغ حشرات او تشققات في الجلد او شقوق جراحية.
ما هو العمر الأكثر تعرضاً للإصابة؟
يمكن الإصابة بالالتهاب الخلوي في أي مرحلية عمرية، غير أنه أكثر انتشارا في الشباب وكبار السن واكثر الفئات المعرضة للإصابة هم مرضي نقص المناعة و السكر غير المستقر و تليف الكبد في مراحله الاخيرة.
كيفية تشخيص الالتهاب الخلوي؟
من خلال التاريخ المرضي والفحص الشامل للمريض أو بعمل مزرعة دم لمعرفة نوع البكتريا المسببة للمرض وتحديد نوع العلاج للقضاء علي البكتريا.
ما هو العلاج ؟
أكثر الحالات تتحسن بشكل سريع في دورة علاجية واحدة من المضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم، ولكن في بعض الأحيان يكون الالتهاب الخلوي عنيفا فيحتاح لمضادات حيوية تؤخذ عن طريق العضل، وقد تصل إلى أخذها عن طريق الوريد بالإضافة إلى مضادات الالتهاب والتورم والدهان الموضعي للعضو المصاب مع الأخذ في الاعتبار ان طوال فتره العلاج لابد ان يكون العضو المصاب مرفوعا لأعلى من القلب للحد من أي تورم والالتهاب الخلوي من فضل الله عادةً يشفي خلال 10 أيام من بداية العلاج.
هل هناك إمكانية للوقاية من الالتهاب الخلوي؟
نعم..يمكن الوقاية منه عن طريق الاهتمام بنظافة الجلد وعلاج الورم المزمن بالجلد والاهتمام بتنظيف الجروح.
ويسأل البعض..هل لابد أن يكون المريض مصابا بالسكر حتى يصاب بالالتهاب الخلوي؟
لا طبعا..السكر يزيد احتمال الإصابة، ولكن ليس كل مريض سكر يصاب بالتهاب الخلوي، لأن هناك كثيرين مصابون بالالتهاب الخلوي وليسوا مرضى سكر..وبالقياس ليس كل مريض تليف كبدي سيصاب بالالتهاب الخلوي ولكن تزيد احتمالات الاصابة بالمرض.
الغريب هنا إنه بالرغم من أخذ العلاج المقترح من الطبيب المعالج إلا انه في الكثير من الحالات لا يتم الشفاء، وهذا ما جعلني أقتل الموضوع بحثا عن أسباب عدم الاستجابة للعلاج…؟
ووقد وجدت أن السبب هو ظهور سلالات جديدة من هذه العدوى البكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية..ونصيحتي لكل مريض التهاب خلوي إذا أخذت العلاج لمدة أسبوعين ولم تلاحظ نتيجة مرضية بنسبة 90% لابد من عمل أشعة للأوردة والشرايين على العضو المصاب لاستبعاد انسداد شريان أو وريد، وإذا لم يكن هناك انسدادا من فضل الله سيتم اجراء تحليل مزرعه دم.
اختم حديثي معكم بقول المولي عز وجل “وفوق كل ذي علما عليم”.
وللحديث بقيه طالما بقي صديقنا المريض محتارا.
