الإثنين , 29 أبريل 2024

وللعفو في حياة النبي..قصة وعبرة

= 1703


عبدالوهاب المالحي

العفو..هو”التجاوز عن أخطاء الغير وترك العقاب مع القدرة عليه”، فهوخلق كريم من اﻷخلاق التي يتحلى بها المسلم ﻷنها ﻻ تصدر إﻻ من نفس قوية كبيرة راجحة العقل صبرت على اعتداء الغير وأذاه”، وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث يقول:(ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من ملك نفسه عندالغضب).

ولقد ذكر القرآن الكريم العفو في اكثر من موضع، فقال سبحانه وتعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، وقال تعالى:(فاصفح الصفح الجميل)، وقال تعالى:(وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم).

ومن أبرز مواقف العفو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رواه عروة رضي الله عنه، أن عائشة رضي الله عنها، قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟

قال صلى الله عليه وسلم: “لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان اشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن كلال(من أكابر اهل الطائف من ثقيف)، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وانا مهموم على وجهي، فلم استفق إﻻ وأنا بقرن الثعالب (مكان بينه وبين مكة مسافة يوم وليلة، وهو ميقات أهل نجد)، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وماردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي ثم قال يا محمد، إن شئت أن أطبق عليهم اﻷخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ﻻيشرك به شيئا)..

هكذا كان خلق رسولنا الكريم، لم يبعث لينتقم، وإنما بعث رحمة للعالمين صلى الله عليك يا علم الهدى ما هبت النسائم وما حامت على اﻷيك الحمائم.

ولخلق العفو عند حبيبنا صلى الله عليه وسلم، أثره الكبير على الفرد والمجتمع الإسلامي ككل:فلقد عفا صلى الله عليه وسلم عن أحد المنافقين عندما قسم الغنائم فقال له الرجل إعدل يا رسول الله..فهم عمر بن الخطاب ان يضرب عنق الرجل فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم، وعفاعن المنافق، وما ذلك إﻻ ﻷن للعفو آثار عظيمة ومنها:

– حب الخير للناس وجعل المجتمع نقيا من اسباب الحقد والكراهية.
– ترغيب الناس للدخول في اﻹسلام الذي يعفو ويسامح المسئ.
– يجعل المجتمع متراحما متعاطفا حيث تتسع صدور الناس للعفو عن بعضهم بعضا.

وقد حكي عن جعفر الصادق رضي الله عنه – أن غلاما وقف يصب الماء على يديه فوقع اﻹبريق من يد الغلام في الطست فطار الماء في وجهه فنظر جعفر إليه نظرة مغضب فقال الغلام: ياموﻻي والكاظمين الغيظ، قال؛ كظمت غيظي، قال:والعافين عن الناس، قال: قد عفوت عنك، قال:والله يحب المحسنين، قال :اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى.

شاهد أيضاً

المفتي: دار الإفتاء تستقبل 5000 فتوى طلاق شهريا يقع منها واحد في الألف

عدد المشاهدات = 12393 أعلن الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه يأتي إلى دار الإفتاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.