السبت , 4 مايو 2024

وفاء أنور تكتب: لم أعد قادرةً عليها!

= 7370

تدور بها الأحداث لتعيدها من جديد إلى خط النهاية ! هذا الخط الذي طالما توقعته من قبل ، وأنكرته بقلبها لأجلهم . كانت كل كلمة منهم تحكي لها نهاية القصة باختصارٍ من قبل بدايتها ، ولكنها أبت كعادتها أن تسمع ، وأن تجيب ؛ فهى التي تفاخر دومًا بأنها الوحيدة التي نجحت في جمع فنون العناد من أقصى الأرض ، وامتلكتها ! كنت أهمس لها ناصحة أن تبتعد ، ولكنها خلقت عاشقة للرفض ؛ ففي داخلها طفلة مشاكسة تأبى أن تكبر ، تنكر سنوات عمرها التي مرت عليها في تحدٍ لاتعترف بها ، ولاتريد.

كانت الخطوات إليهم ثقيلة ، والتضحيات كبيرة ، ولكنها لم تسمع ، ولم تعقل ! كم حذرتها من هؤلاء الحاملين لعبارات الزيف ، والكذب ! الملتفون من حولها المستغلون لكرم خلقها . كم أخبرتها ، وناديتها ، وهى أبدًا لاتجيب . تجذبها خطوطهم الوهمية . يسعدها العدو خلف سراب ألوانهم الخادعة . غزلت من كلماتهم خيوطًا ، ونسجت منها أحلامًا وردية ! حملت لهم كل مالديها من ثقةٍ في قارب إبحارها لتبدأ الرحلة لأجلهم من جديد.

كانت الأمواج تتلاطم ، فترفعها تارة ، ثم تسقطها تارةً أخرى . تضحك عاليًا ، وتظن أن الأمر مجرد مزحة ، فالكلمات المغلفة بأوراق الحلوى كانت تخدرها ، وتمنحها سعادة وهمية ! مازالت في مقعدها البعيد جالسة منتظرة لحظة سقوط الأقنعة ! اخبروها أن العرض قد انتهى ! أخبروها لأجلي أن تفيق من ضلالتها . أن تقوم من عثرتها . انصحوا لها من قبل أن تهلك . أبلغوا تلك العنيدة بأن انسحابها واجب الآن ، وعليها أن تعود.

نبئوها أن انسحابها سيعد نصرًا . علموها أن القلوب الطاهرة ، والنفوس الراقية لم تعد كما هى ، فالأخلاق في معركة الفوضى تتناحر هناك ! قفوا إلى جانبها حتى تتخطى محنتها . ساعدوها في العودة لمحرابها الكائن في قلب الصحراء ! اخبروها أن للصحراء قلب حنون ، وبأنها لم تعد قاسية كما كانت ! صحراء اليوم أصبحت تتقلد بقلادة أم حانية ! أم تذوب ، وتفنى من أجل الحفاظ عليها ، وعلى غيرها ! ادعوها أن تستيقظ من غفلتها . كونوا إلى جوارها ، وهى تنتقي من يسكن قلبها ، فلم يعد في العمر متسع لها أن تكرر أخطاءها من جديد.

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 5650 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.