الإثنين , 29 أبريل 2024

ورده الحسيني تكتب: إتبرع بجنيه وعيش في “كومباوند” !

= 1440

Warda Hosainy


قبل سنوات قليلة كانت إعلاناتكم التليفزيونية خصوصا بشهر رمضان تنقسم مابين إعلانات الزيت والسمن، أما أبرز العبارات بالإعلانات الحالية والتي تذاع بكثافة مبالغ فيها تماما كالمسلسلات التي لاحصر لها، بهذا الشهر أيضا، فتدور حول معان من المتناقضات، تظهر الفوارق الكبيرة بمجتمعكم ، ومنها "إتبرع ولو بجنيه " ،"محلاها عيشة الكومباوند "، إشتري فيلا ثلاث طوابق وعليها ثلاث حدائق هدية، وتوغل حمي المنافسة في كم الإنفاق الرهيب علي إعلانات شركات الإتصالات.

بهذه الكلمات أبدت إحدي الشخصيات الأجنبية التي تعمل بمصر ملاحظاتها حول الجو التليفزيوني الرمضاني ، مبدية إستغرابها من هذا التناقض وتلك الفوارق خاصة بعد ثورتين،

وهذه الملاحظة تحوي درجة كبيرة من الصحة فبدلا من أن يتم تكريس الجو الروحاني لهذا الشهر الكريم  يجري نشر قيم يراها متابعونا بأنها  "شحاته" من ناحيه وبذخ  في غير محله طالما أن جزء كبير من المجتمع المصري مازال يعاني الفقر والمرض والإحتياج من ناحية أخري،

فلطالما عانينا بالفعل من جو الزيت والسمن لدرجة أن الصحافة الإسرائيلية نقلت تلك الملاحظة في فتره ما، وإن كنا نري تبريرا لذلك لكثرة الموائد بهذا الشهر والتي تحتاجهما، أما غير المقبول بالمرة هو هذا الكم من الإعلانات التي تبرز الإنقسام المجتمعي ما بين أقصي اليمين وأقصي الشمال..

وأضيف علي ذلك غياب الرقابة لما يتم بثه  بعدد  معتبر من الإعلانات وكثير من المسلسلات ، والتي وقف خلفها مقولة "كل من له نجم يعمل له مسلسل في الزحمة وينجمه " ، وبرامج المقالب التافهة والتي تبتعد كثيرا عن أخلاقيتنا وقيمنا، ولا ننسي أن فوضي الإعلانات والمسلسلات هذا العام وإن كانت مصائب لدي الكثيرين منا إلا أنها مثلت فوائد ونعمه لاحصر لها  لدي القلة من القائمين والمشاركين فيها..الرحمة بمجتمعنا ، وبشبابنا و بما تبقي من قيمنا، وكفانا تقسميا للمجتمع وفئاته..الحل في الرقابة والوسطية ،حرصا علي الصورة التي تصل عن مصربالخارج ، فهي ليست فقيرة ، والدليل هذا الكم من الملايين التي أنفقت بالإعلانات  وتلك"الكومباوندات ".
 
————–

Wardaelhusini@gmail.com
* نائب رئيس تحرير جريده أخبار اليوم

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 7674 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.