حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
لدينا الموارد ونمتلك القوة البشرية والتي كان من الممكن أن تصل بنا لاقتصاد قوي وناجح،ومع ذلك لم نحقق علي مدار العقود الطويلة الماضية ما يتناسب معها من الإنجازات بل الوقوف محلك سر وأحيانا التراجع للوراء في عدد من القطاعات وفي مقدمتها التعليم..فقد كثرت السلبيات وتنوعت وتجذر الفساد واستفحل ..
ففي الوقت الذي امتلكنا فيه سواحل ممتدة علي بحرين كبيرين هما البحران الأحمر والمتوسط نجد أن إنتاجنا من الأسماك مخز، وفوق ذلك ففي بحيرة مهمة كقارون وصل الإنتاج للصفر نتيجة تلوث مياهها بالصرف الصحي! والنتيجة استيراد الأسماك ومعاناة الصيادين من ضيق الحال واتجاههم لمياه دول أخري مما يلقي بهم في دوامة الاحتجاز والغرامة ويدخلنا في دوامة الحرج المتكرر مع هذه الدول.
أما الفساد فأوجهه كثيرة ومنها أن بعض المنح التي كان من المفترض أنها موجهة للفقراء إلا أنها تهدر في بنود إنفاق لا داعي لها والتجارب موجودة»واللي يدور يلاقي»!
وفي التعليم، كانت هناك نظم عقيمة وإدارات فاشلة قادت لضياع دور المدرسة التربوي والتعليمي ولهدر الإبداع وأموال الأسر وخاصة محدودة الدخل في ظاهرة الدروس الخصوصية وأصبحت الدولة ذات الحضارة تعاني من تدهور التعليم وانتشار الأمية بنسبة عالية!
علاوة علي ماسبق نتساءل :كيف تحولنا من أقدم الدول الناجحة في قطاع الزراعة لدولة تستورد أكثر مما تنتج وذلك مع تعد وجور علي الأراضي الزراعية لصالح كيانات خرسانية مشوهة! وبالرغم من أن مصر دولة شابة تمتلك قوة بشرية كبيرة إلا أنها تهدر والبطالة تنتشر، وبالرغم من أن مواجهة هذه المشكلة في الكثيرمن التجارب الدولية يتم بسلاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلا أن هذا السلاح مريض لدينا!،والنتيجة مغامرات لن تنتهي للهجرة غير الشرعية بالرغم مما يكتنفها من خطر هائل.
ومنذ عقود ونحن نعترف وما زلنا بإغفال الصعيد والنوبة في خطط التنمية،والنتيجة أن مشاكلهم « مستمرة وهيه هيه»..ما سبق محاولة لوضع اليد علي الداء،فكشفه والاعتراف به من أولي وسائل مواجهته،ولكي يكتمل الشفاء لابد من العمل،ولا شيء غيره لننجز ما تخلفنا عنه ونلحق بما سبقنا إليه من هم أقل منا،وأن نبني،ونواجه من يمتهنون مهنة الإطاحة بجهد الآخرين للاستمتاع بالبدء من تحت الصفر !
————
* نائب رئيس تحرير أخبار اليوم.
