الأحد , 28 أبريل 2024

وردة الحسينى تكتب: الخاسر ودافع الثمن ..!

= 1477

Warda Hosainy

 

التوترات ومناخ عدم الاستقرار والأمان باتوا سمات منطقتنا بالرغم من أنها كانت مهدا للحضارات ومنبعا للثقافات والتعايش والتسامح..والأسباب متشابكة وتثير علامات استفهام،ولكن الثابت أن نسيجها الأساسي غزلته قوي وأجهزة مخابرات،لتفتيت المنطقه لصالح المزيد من الهيمنة الإسرائيلية.

والثابت أيضا أنه من داخل منطقتنا هناك أطراف تساعد بقصد أو بجهل بتوفير مستلزمات هذا المخطط ،والثابت كذلك،والأخطر بذات الوقت،أن المتضرر الأول والأخير هو الشعوب ،نتيجة ضياع مقدراتها وثرواتها وانتظارها للمساعدات،وسط صراعات محمومة ،ومزيد من الجور علي حقوقها بالحياة المستقرة و في التنمية كغيرها،وفي العيش بكرامة داخل حدودها.

وكل ذلك أدي لأن تصدرت قضايانا وأزماتنا جميع الساحات ،فلم تعد فقط فلسطينية،بل سورية وعراقية ويمنية وليبية و..بجانب التداعيات التي لا حصر لها نتيجة الهجرة غير الشرعية وتدفقات اللاجئين والموجات المتصاعدة والمتجددة من الجماعات الإرهابية،والتي  بدأت بالقاعدة وتحورت لداعش.

علينا إدراك ما وصلنا إليه وحدوده والمستفيد منه وألا ننتظر مساعدة الآخرين ورهن مستقبلنا بذلك فنحن لا نعلم النوايا!

 الحل من داخلنا بتطهير جسدنا من فيروسات  وفرت البيئة الخصبة لمن سعي وفكر في النيل منا،وذلك بما تمتلكه من ثروات حرمت منها شعوبها ووظفتها لكي تؤذي غيرها ،وبالمصالحة وتقديم التنازلات إعلاء لقيمه وسمعة شعوبنا.. ويجب أن نشيد بهذا السياق بالجهد الذي تقوم به مصر لتحقيق هذه المصالحه استنادا لوضعها ودورها التاريخي،وهو ما يتم تجاه الأشقاء بليبيا،بإستضافة  ورعاية سلسلة من الاجتماعات معهم،ولبنان بزيارة وزير الخارجية سامح شكري إليه ولقائه مع رموزه السياسية بمختلف توجهاتهم ،بجانب ما يجري بملف المصالحة الفلسطينية،وهي العامل الأهم في مواجهة الممارسات الإسرائيليه.

أخيرا،علي الفرقاء أن يدركوا أهمية أن تسود روح الوطن وليس المصالح الضيقة الوقتية، فالخاسر ودافع الثمن من وراء التجاذبات السياسية وغيرها،هو المواطن و آن الآوان للالتفات إليه وكفاه معاناة وامتهانا. 

 

———-
* نائب رئيس تحرير أخبار اليوم.
Wardaelhusini@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 5889 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.