الخميس , 2 مايو 2024

وجدي صابر يكتب: جرح في قلب الوطن!

= 1478

wagdy-saber


سيظل يوم الأحد الدامي يوم وجع وأنين وشرخ في قلب المصريين، وهو اليوم الذي شهد تفجير كاتدرائية العباسية وخلف وراءه القتلى والجرحى الآمنين. بل سيظل هذا اليوم شاهدا أيضا على أكبر المجازر البشرية التي شهدها العصر الحديث تحت دعوى الإفك والضلال التي يروج لها أدعياء العصر باسم الإسلام دين التسامح والسلام مع كل الديانات بل وكافة البشر.

لن أخوض كثيرا في تلك الأفكار التي اندست إلى تلك العقول وغيبتها عن جادة الصواب ، وحولت مفاهيم دين الحق والعدل إلى مفاهيم المتفجرات والقتل والتدمير فتلك آفة هذا الزمان الذي على ما يبدو ينذر بنهايته قريبا على يد هؤلاء الطواغيت الذي ملأوا الأرض بالخراب وقتلوا أحلام أمة في يوم آمن ، ولكن سأتحدث عن معالجتنا لذلك الحادث المأساوي، تلك المعالجة التي لا تختلف عن غيرها من المعالجات الأخرى في حوادث مماثلة ، وهي معالجة تنم عن طرق بدائية لم يعد هذا وقتها ، وحينما نلقي بلائمتنا على قصور الأجهزة الأمنية وطريقة تعاملها فنحن هنا لسنا في مجال تصيد أوجه التقصير ولكن لأن الجرح غائر فيجب أن يكون العلاج حاسما حتى وان كان بطعم المر والحنظل.

لن أقول كيف نجح هذا الإرهابي في دخول كنيسة بهذا الكم من المتفجرات، ولن أقول أن تأمين دور العبادة يفتقد حتى الآن وعلى الرغم من التهديدات التي تلاحقنا الى الحد الأدنى من التطور التقني الذي يمكنه من اكتشاف الحادث قبل وقوعه ، تلك التقنية التي تفوقت علينا فيها دول لا تمتلك واحد بالمائة من العقول الأمنية المصرية.
  
والسؤال المحير: إلى متى سنظل نتعامل بتلك العقلية مع الحوادث الكبرى والصغرى؟ والى متى سيظل الوطن ينزف وينتظر من يوقف هذا السيل الهائل ؟

يقيني أن وزارة الداخلية بها عقول أمنية قادرة على وضع خارطة أمنية حديثة تستطيع أن تضع حدا لهؤلاء الذي يعربدون بالوطن ومقدراته.

يقيني أن تلك العقول الأمنية هي نفس العقول التي أطاحت بجحافل الإرهاب في سنوات سابقة ، ولكن هل لتلك العقول أن تستيقظ من غفوتها وتنتبه لهذا المخطط الآثم الذي يريد محو الوطن من الوجود ؟

على وزارة الداخلية أن تنشط ذاكرة قادتها من جديد وتستحضر تلك الخطط الإستباقية التي قادتها إلى ضرب أوكار الإرهاب في مقتل قبل ذلك ، بل عليها أيضا أن تستعين بخبرة من سبق ونفذوا هذه النجاحات. ليس عيبا أن نستورد أجهزة تقنية عالية طالما أن لدينا عقولا تستطيع تطويعها والتعامل معها.

الجرح غائر والحزن يخيم على المصريين الذين يترقبون نصرا حاسما يقضي على الإرهاب الأسود الذي خيم على وادينا الطيب .فهل من مجيب ؟
                                                  

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 10347 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.