الجمعة , 3 مايو 2024

همسات نفسية: فراشة السوق…!

= 2297

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

سألتنى ابنتى لماذا لم تتعلم اللغة الهندية رغم وجودك وسط الهنود لسنوات طويلة، رغم إنك تعلمت الانجليزية وتتكلمها بطلاقة!! حينها نظرت إليها مُبتسماً وقلت إنها الإرادة يا صغيرتى .. هى من دفعتنى إلى هذه اللغة ولم تدفعنى إلى تلك، ومن هنا جاءت فكرة المقال ورسالته …
وأقول:

إن الانسان يستطيع أن يقوم بما يعتقد إنه صعب او مستحيل إذا تحلى بالإرادة ووضوح الرؤية، فالارادة هى من جعلت طه حسين يصبح عميد الأدب العربى رغم إنه كان كفيفا .. والإرادة هى من جعلت السُجناء الفلسطنيين يحفرون نفقا بمعلقه معدنية ويهربون من سجن إسرائيل .. والأمثله على هذا كثيرة .. ومن تلك الأمثلة مثال سنذكره هنا كى نرسل عدة رسائل من خلاله.

إنها فتاه إذا نظرت إليها تشعر إنك تنظر إلى قطعة من القمر .. بل أظن إننى لن أكون مُبالغاً إذا قلت إنه حين تنظر إليها تنسى القمر وحين ترى القمر تتذكرها، تعيش فى المدينة، وجاء من تزوجها من الريف وقبلت على شرط ألا تكون لها أي علاقه بأمور الزراعة، وتم الزواج وبعد بضع سنين وضعها الزوج فى خيارين لا ثالث لهما، إما التعاون معه وتتحمل كل تبعيات الزراعة من تربية المواشى والذهاب (للغيط) وصولاً الى بيع الخضار فى سوق القرية، وإما الطلاق!! 

ولم تجد تلك الفراشة الجميله الا أن توافق، وبدأت بالفعل، لأنها قررت أن تحافظ على بيتها وأبنائها وزوجها، خصوصا وأن الزوج ليس فيه عيوب أخرى … والسؤال الآن .. كيف لتلك الفتاه التى لم تمارس هذا من قبل، بل واشترطت هذا عند اتفاق الزواج كيف نجحت؟ وكيف استطاعت أن ترسم ابتسامة على وجهها وهى جالسة فى السوق تبيع الخضار، كيف انتقلت نفسياً من أمام المرآة ووضع المكياج إلى السوق وبيع الخضار؟! إنها الإرادة ايها السادة، الإرادة التى بها حققت ما كانت تعتقد إنه ضرب من الخيال.

ولنا فى هذا عدة رسائل إلى شبابنا بنين وبنات:

الرسالة الأولى: أيها الشباب.. لا تستصعب أى أمر ، فقط عليك أن تتحلى بالإرادة والعزيمة وسوف تحقق ما تريد (بعد إرادة الله).

الرسالة الثانية: أيتها الفتيات.. عليكم أن تؤمنوا أن الحياة الزوجيه ليست نزهة أو رحلة مدرسية إنما هى حياه تستحق الجهد والعطاء والتضحية.

الرساله الثالثه والأخيرة والأهم: إذا أضاء نور العقل ازدادت قناعة الإنسان بأهمية اختيار شريك الحياة على اعتبار الدين والخلق، لأنها شراكة عُمر وتربية أبناء، لا يتحملها إلا صاحب القيم والمبادئ والأخلاق القويمة والإرادة القوية.

اللهم احفظ بيوتنا … اللهم احفظ مصر .. أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً.

———————————
* مدرب معتمد للاستشارات الزوجية والأسرية.

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 4310 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.