الأحد , 5 مايو 2024

همسات نفسية..الصمت الزوجي!

= 1489

—-

بقلم: عادل عبدالستار

فى مقال سابق تحدثنا عن المهارات الزوجيه ومن الاشياء التى ذكرناها اهمية الاستقرار الاسرى … ومن هنا جاءت فكرة هذا المقال وهو أن نسلط الضوء على أحد أهم منغصات الحياه الزوجية .وكيفيه علاجها .. وقد أرى أن أحد أهم العوامل التى تؤثر سلبا فى العلاقه الزوجية هو ما يسمى بالصمت الزوجى ، لذلك كان هذا المقال وذلك العنوان:

1/ الصمت الزوجى فى تعريفه: هو ما يمكن أن نسميه برود فى العلاقه الزوجية بشكل عام وليس فقط فى العلاقه الخاصة بين الزوجين ، السكوت معظم الوقت ، الاجابة على قدر السؤال ، الجلوس طويلا دون أن يتحدث الطرفين بكلمه واحدة لساعات وساعات حتى وإن لم تكن هناك مشكلة بينهم ، وتكون الشكوى دائما انه لا يتكلم ،انه لا يشاركنى الحديث وهذا يدفع الطرف المُشتكى الى الشك ان الطرف الاخر ربما لا يحبه او قل حبه له.

2/ إن وجود هذا الصمت واستمراره: إنما هو مؤشر غير صحى ، بل ربما أتجاسر وأقول أنه مؤشر خطر على الحياة الزوجية لانه يصيبها بالملل والرتابه ، وربما يصيب أحد الطرفين باليأس من تغير الطرف الاخر وهذا يؤدى الى ما سماه الطب النفسى بالاحتراق وهو أن تحترق اى مشاعر ربما مازالت موجودة لدى أحد الزوجين للطرف الاخر وهذا يؤدى الى الشعور بالالم والوجع ومن ثم تنشأ الخلافات المتكررة وفقدان الاحساس بالاخر ولذلك كان لزاماً على الزوجين أن لا يصابوا أبدا بهذا الامر ، وإن حدث عليهم سريعا أن يبدأوا فى البحث عن الحل والعلاج.

3 / إذنً … ما الحل وما هو العلاج؟

1/ تَقييم هذا الصمت: هل هو موجود من بداية الزواج ام إنه أمر جديد ، فإن كان موجود من البداية فهذا ليس صمتاً مرضياً ، أو انه رفضاً وتجاهلاً للطرف الاخر إنما هو شئ من شخصية الطرف الصامت ، ويكون الحل الامثل هو محاولة الكلام معه فى الامور التى تهمه وتشده للكلام ، مثل الحديث فى شئ هو يحبه كالكرة مثلا او فى بعض تفاصيل عمله او نشاطه الاجتماعى او نشاطه الروحى وهكذا.

2/ أما اذا كان الصمت أمر جديد: فأيضا على الطرف الاخر أن يُقيم هذا الصمت ، …. هل الصمت فى البيت فقط؟ أم انه مع كل الناس ؟ فإذا كان مع كل الناس فهذا أمر عام …يجب أن نبحث فى الاسباب …ربما كان هناك مشاكل فى شغله او شغلها ، ربما هناك ما يشغله او يشغلها وهكذا.

أما اذا كان الصمت فى البيت فقط …فعلينا أيضا أن نبحث عن ما حدث ، هل هناك طرف جديد فى حياته فعلينا أن نتحرك بسرعه قبل أن يتفاقم الامر … هل اصبح الطرف الاخر حديثه مُعاد وروتينى وممل ..مثل .. الولاد عاوزين كذا ..احنا عاوزين كذا..ماما قالت كذا ، مامتك قالت كذا …هذا النوع من الحوار حين يتكرر يصيب الطرف الاخر برغبه فى الصمت هربا من الصدام او لاقتناعه ان الحديث لن يصل الى نتيجه جديده.

3/ الخلل فى وظائف هرمون الغدة الدراقية يسبب بعض الصمت: لذلك يجب فحص هذا الهرمون وعلاجه فى حالة إن كان غير طبيعى.

4/ التخلص من الذاكرة السلبية: إن الاحتفاظ فى الذاكرة ببعض المواقف السلبية من أحد الطرفين يجعل الطرف الاخر يرغب فى الصمت … هو ضربنى ..هى رفضت تزور أهلى … هى قالت كذا الشهر الماضى …هو أحرجنى أمام زميلاتى وهكذا …يجب أن نترفع عن مثل تلك الامور السلبية حتى تصفى نفوسنا ونستطيع إقامة حوار.

5/ ربما كان أحد الطرفين منطلق يُجيد الكلام: ويرغب فيه دائما بشكل فوق الطبيعى فحينها يعتقد خطأ أن الطرف الاخر صامت ، وهو فى الحقيقه ليس صامت وإنما هو المنطلق بشكل زائد عن الطبيعى ..لهذا يجب فهم هذا الامر، ولكن على الطرف الاخر ايضاً أن يحاول أن يجاريه فى هذا، خصوصا إن كان مثقفاً او طبيعه عمله تساعده على الكلام والنقاش والحوار فلا يجب أبدأ ايضا أن يقول الطرف الاخر انه إنطلاقى زيادة ويظل هو كما هو دون تغير لان هذا فى النهايه ربما يسبب مشكله بينهما.

6/ يجب فهم أن هناك اختلافات نوعية في طريقة عمل كلا من مخ المرأة ومخ الرجل: كما اوضح هذا أستاذنا الدكتور ..محمد المهدى ..استاذ الطب النفسى ..فيقول…. فمثلا يعمل مخ المرأة كشبكة متصلة وبشكل كلي بينما يعمل مخ الرجل كغرف مغلقة ومتخصصة , ولهذا تستطيع المرأة أن تتعامل مع أكثر من مهمة في وقت واحد فهي تراقب طهي الطعام في المطبخ , وتجهز “الرضعة لطفلها” وتتابع مسلسل في التليفزيون , وتتحدث إلى والدتها في التليفون , بينما الرجل يحتاج لأن يستغرق في مهمة واحدة ويركز فيها ويستبعد ماعداها.

ولهذا نلاحظ أن الرجل حين يريد أن يعمل يفضل أن يكون في غرفة مغلقة وهادئة بعيدا عن تشويش من حوله , وينزعج جدا لوتعرض لما يشتت له انتباهه , ولا يستطيع الإنتقال من مهمة لأخرى بسرعة كما تفعل المرأة , بل يحتاج لبعض الوقت ليخرج من غرفة إلى غرفة أخرى , ويحتاج لأن يغلق الغرفة الأولى قبل أن يفتح الغرفة الثانية ، والإنتقال من غرفة لأخرى يحتاج لوقت عند الرجل وهذا ما لا تدركه المرأة فهي تتلقاه على باب الشقة وتعاجله بالحديث في مشكلة خاصة بها أو بالأولاد أو بالعائلة وهو لايكون جاهزا لاستقبال حديثها حيث أنه ما يزال في غرفة هموم العمل والمواصلات والمشكلات الحياتية فينفعل عليها بينما تغضب هي وتعتبر أنه “مكبر دماغه” , و”حاطط إيده في المياه البارده” ولا يريد أن يتحمل بعض مشاكلها ومشاكل البيت أو أنه لا يهتم بها
ويعتبرها تافهة … واستمرار هذا الامر لعدم إدراك كل طرف لطبيعه البنيه النفسيه للطرف الاخر يؤدى الى صناعه صورة ذهنية سلبية تؤدى الى عدم الرغبه فى الكلام او الحوار.

7/ نقص المهارات الحياتيه عند الطرف الصامت ( هو لخمة بطبعه ) لذلك على الطرف الاخر أن يتفهم هذا وأن يحاول أن يحركه ويبدأ هو الحوار .. ويفتح مواضيع للحوار وهكذا.

8/ عدم التركيز على الصفات السلبية…حتى أستطيع أن ارى الصفات الايجابة الاخرى وهكذا تستقيم الامور.

أخيراً اقول … أن الحياة الزوجية لابد أن يفهم طرفيها أن الامر ليس فقط رجل وأمرة يعيشون فى بيت واحد وإنما الامر يحتاج الى تأهيل ومعرفه ولهذا أدعو الجميع الى البحث والقراءة والتعلم …لا اقول بشكل تفصيلى او أكاديمى ولكن على الاقل بشكل عام.

(حفظ الله اسرنا .. حفظ الله مصر)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 12535 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.