الأحد , 28 أبريل 2024

هكذا نهدم بيوتنا (٤ من ٥) .. النظرة الفوقية

= 5297

بقلم/ عادل عبد الستار العيلة

أشرت في المقال الأول والثاني والثالث من هذه السلسلة أن هناك من الأمور التي تحدث بين الزوجين تعمل على خلق عدم الاستقرار والخلافات لذلك نسعى في السطور القادمة إلى الإشارة إليها وكيفية التعامل معها حتى نصل إلى حياة زوجية مستقرة وهادئة، وقد ذكرنا أمورا عدةه فيما سبق واليوم نتابع الأمر ونقول:

هناك من الأزواج من يؤمن بفكرة أو مفهوم ( سي السيد) لا أريكم إلا ما أرى، فمع أي خلاف بسيط، أو حتى المحاولة لإبداء الرأي من الزوجة يعتبر هذا إهانة له وتعدى على حقوقه!! فيبدأ فى رحلة أو معركة الدفاع عن الحق المزعوم وأول ما يبدأ به ربما كان ضرب زوجته ناسيا او متناسيا كل ما قيل عن الرحمة والمودة والاحترام والتقدير والحب بين الازواج، وأن ما يقوم به إنما من شأنه تعكير المناخ الاسرى بينه وبين زوجته ولا شك إنه سيمتد الى الابناء.

يظن بعض الرجال أنه يجب أن يكون منفردا باتخاذ القرارات في كل كبيرة وصغيرة تخص الأسرة، فلا يحاور أحدا، ولا يسمح لأحد بمراجعته، فيسود البيت جو من التوتر، ورغبة في الهروب من هذا البيت، وكذلك الزوجة إذا كانت متسلطة، فعلى الزوجين أن يتجنبا الانفراد في اتخاذ القرار، وأن يجعلا من الشورى التي جعلها الحق -تبارك وتعالى- من صفات المؤمنين في قوله: {وأمرهم شورى بينهم} منهجا يديرون به شئون حياتهم وعلاقاتهم.

فكيف يا سيدي ألا تأخذ رأى تلك السيدة التي تشاركك الحياة، فهي زوجتك، وأم أولادك، وهي جزء منك، ألست معى يا سيدي أنك حين تشاركها الرأي والقرار معك هذا يزيد من الحميمية بينكما، ويزيد الحب والمودة والرحمة بينكما، ألا تخشى أيها الزوج حين تنفرد بالقرار إنه حين تخطأ أو تحدث مشكلة لا تجد الدعم المعنوي من أقرب الناس إليك وهي زوجتك، فكيف ستدعمك وأنت منفرد دائما في قراراتك..

أيها الزوج الذي يؤمن بالنظرة الفوقية أو النظرة الذكورية عليك أن تعلم جيدا أن الاسرة هي الكيان الذي يضم جميع أفراد الأسرة وهي الأمان والدفء والروح الطيبة التي تظلل على أفرادها كالشجرة التي تظلل على من يقف تحتها وتحميه من أشعة الشمس أو تحميه ممن يجري خلفه لكي يؤذيه، فهي رمز الحياة وأساس تكوين شخصية الفرد فكل إناء ينضح بما فيه..

والأسرة هي ذلك الوطن الصغير الذي نحيا فيه ومن أجله نعيش ومن أجله نموت، وكلما كانت الأسرة مترابطة أكثر كلما كانت العلاقات التي ينشئها أفرادها أكثر فاعلية وأكثر انضباطا وأكثر استقرارا، وتلك النظرة الفوقية هى واحدة من أدوات هدم تلك الاسرة فعليك أن تحذر.

حفظ الله بيوتنا… حفظ الله مصر… أرضا وشعبا وجيشا وأزهرا

———————————————————
* مدرب معتمد للاستشارات الزوجية والأسرية

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 5286 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.