الخميس , 9 مايو 2024

هبه عمر تكتب: « الدائري» وفقد السيطرة!

= 1416

Heba Omar

 

في شهر واحد فقدت بعضا من أفراد عائلتي في حادثين مروعين علي الطريق الدائري، ومازال البعض الآخر يعاني من الآثار المدمرة لمواجهة الموت علي هذا الطريق القاتل، الذي يخطف الأرواح في لحظة بسبب أخطاء ماكان يجب أن تحدث، لولا الاهمال وفقد السيطرة وترك مواطن الخطر دون علاج حتي تتحول إلي كارثة.

الطريق الدائري الذي يلتف حول القاهرة الكبري ويربط بين محافظاتها الثلاث القاهرة والجيزة والقليوبية، تتجاوز الحركة المرورية عليه ١٠٠ ألف سيارة يوميا، ويصل طوله إلي ١٠٠ كيلو متر، ويربط المحاور الرئيسية والمناطق العمرانية بالقاهرة الكبري ربطاً دائرياً دون المرور داخل التكتلات السكنية والكتل العمرانية أو اختراقها، وهذا يجعله طريقا محوريا مهما لا يمكن الاستغناء عنه، ويحتاج لاهتمام ومراقبة وسيطرة علي مشاكله المتعددة، وأولها رعونة سائقي سيارات النقل الضخمة التي لا تلتزم بأي قانون، والتي أصبحت مصائد للموت علي الطريق، ومع وجود مناطق مظلمة تماما ليلا بسبب تعطل أعمدة الإنارة ترتفع حدة الخطر الذي يواجهه يوميا كل من يضطر لاستخدام الطريق.

العيوب الفنية يحددها خبرء الطرق في وجود هبوط وارتفاع مفاجئ في طبقات الرصف، وقلة اللوحات واللافتات الارشادية التي توجه قائدي السيارات بشكل سليم، وتآكل طبقات الرصف واهتراء الفواصل المعدنية وتكون حفر عميقة تتلف الإطارات فتنخفض معها معدلات الأمان والسلامة، وفي الشتاء تمتلئ بمياه الأمطار فتصيب حركة المرور بالشلل التام ، وعدم انتظام القطاع العرضي للطريق فهو يتراوح بين حارتين إلي أربع حارات مما يتسبب في اختناقات مرورية خاصة في أوقات الذروة، إلي جانب سوء منحنيات الدوران عند مهابط ومصاعد الطريق وكذلك مناطق الربط بالمحاور المرورية، ويزيد الأمر سوءا مع زيادة المواقف العشوائية لسائقي الميكروباص في مداخل ومطالع الطريق لتجميع الركاب مما يعوق حركة السيارات ويتسبب في حوادث بسبب التوقف المفاجئ.

ويتسبب ضعف السور المحيط بالطريق بعدة مناطق في سقوط سيارات، كما تؤدي قلة أنفاق وكباري الدوران للخلف والعودة للطريق المعاكس في ارتباك قائدي السيارات، ويبقي الأهم هو عدم فصل سيارات النقل والنقل الثقيل في حارات مرورية خاصة لتخفيض فرص التصادم والحوادث والوفيات ورفع مستوي الأمان والسلامة.

الطريق حاليا يتبع الهيئة العامة للطرق والكباري بوزارة النقل، التي تقوم بأعمال الصيانة والتطوير ورغم ذلك تتجدد نفس العيوب في كل مرة ،و تبلغ السرعات المحددة للمرور علي الطريق 60 كيلو متراً للنقل و70 كيلومتراً للنصف نقل و80 كيلو متراً للأتوبيسات و90 كيلومتراً للسيارات الملاكي، وهي سرعات لا يتم الالتزام بها في أغلب الأحوال وهذه مسئولية إدارة المرور بوزارة الداخلية، التي تقوم أحيانا بتنفيذ كمائن مرورية، ورغم ذلك يظل الخطر قائما علي الطريق ويستمر حصد الأرواح مستمرا، وتظل نفس العيوب موجودة ! منذ أيام تسبب سائق نقل لا يتجاوز عمره ٢٢سنة في تدمير أسرة كاملة بعد أن هشم سيارتها تماما لغيابه عن الوعي بسبب المخدرات وفي وضح النهار، وقبلها تكرر نفس الحادث مع اسرة اخري بنفس تفاصيله، فهل نطمع ألا يتكرر بعدها ؟ وهل تكفي أرواح الضحايا ليتحرك أي مسئول لمعالجة فقدان السيطرة علي الطريق الدائري ؟ 

——————-

hebaomar55@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 3201 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.