السبت , 27 أبريل 2024

هبة عمر تكتب: إسرقني..شكرا !

= 1443

Heba Omar


تعرضت للسرقة دون أن أعلم، وخلال عدة ساعات قبل إكتشاف السرقة تمكن «الحرامي» المتمرس من الحصول علي أموال من أهلي وأصدقائي بإسمي بعد أن سرق حسابي علي موقع فيسبوك وإنتحل شخصيتي وأرسل للجميع يطلب تحويل أموال الي عدة أرقام محمول !

ورغم إستجابة بعض المقربين السريعة لطلب المال الذي أرسله السارق بإسمي، خوفا منهم أن أكون بالفعل في ورطة وأحتاج الي المال، إلا أن آخرين تمكنوا من إكتشاف عدم معقولية الأمر، ودفعهم الشك لتوجيه أسئلة للتأكد، وأرشدتهم الإجابات الي أن شخصا استولي علي حسابي ويتحدث للأصدقاء بإسمي، وسارع الجميع الي  الاتصال بي للإطمئنان وللتحذير، وبادرت بالإتصال فورا بشركة المحمول التي تتبعها كل الأرقام التي يرسلها السارق، ولم أستطع الوصول لأي شئ، كالعادة، بحجة أن كل معلومات العملاء سرية ! 

وبعد أخذ ورد ومناقشة غاضبة ،من جانبي ،تمكنت من الوصول الي معلومة وحيدة بشأن أحد الأرقام التي تم رصدها من رسائل السارق،  وهي أنه يتلقي تحويلات مالية ويقوم بتحويلها الي أرقام أخري في نفس اللحظة، في خطة محكمة تماما مثل غسيل الأموال بنقلها عبر حسابات أخري، وطلبت وقف هذه الأرقام فورا حتي نوقف تحويل الأموال ولكن متحدثة الشركة إعتذرت لأنه لابد من التحقيق وإتخاذ إجراء خلال يومين! 

وبالتالي يتمتع السارق خلال هذه الفترة بمطلق الحرية في إخفاء أي أثر لسرقاته، وكأن الشركه تضيف خدمة جديدة للمستهلكين بعنوان «إسرقني ..شكرا» !! 

تطوع بعض الأصدقاء بإجراء « تحريات » بأنفسهم ليجدوا أصحاب أرقام المحمول ويعرفوا هوياتهم، وأرسلوا لي ماتم جمعه من معلومات، وتطوع البعض الآخر بمساعدتي لإسترداد حسابي وتأمينه حتي لا يتم سرقته مرة أخري، ونشر آخرون تحذيرا علي صفحاتهم عبر موقع فيسبوك بسرقة حسابي حتي لا يستجيب أحد لرسائل السارق، وتمكنت من استرداد الحساب بعد عدة ساعات لأكتشف أن السارق حذف من قائمة الأصدقاء كل من اسكتشف حقيقته ،وكل من أرسل اليه تحويل رصيد علي حد سواء!

في اليوم التالي توجهت الي مباحث الإنترنت بوزارة الداخلية لتقديم بلاغ بما حدث، والحقيقة أنني لم أكن أتوقع إهتماما بالأمر، إعتقادا مني أن المسألة مجرد إجراء صوري، لذلك فوجئت بمدي جدية الإهتمام الشديد، بداية من مدير الإدارة ونائبه والضابط المكلف بالتحقيق في البلاغ، وعلي مدي ساعتين استمر جمع المعلومات ورصد أوقات دخول السارق وكل الرسائل التي تم ارسالها، والأجهزه التي استخدمها لسرقة الحساب، وأرقام المحمول التي يتلقي عليها تحويل الأموال، كما تم إعادة تأمين الحساب لمنع إختراقه مرة اخري، وخلال هذا الوقت لاحظت كثرة المترددين لتقديم بلاغات وأغلبهم كان من الجنس اللطيف الذي يتعرض للسرقات والمضايقات عبر الإنترنت بشكل أكبر !

 خلاصة التجربة والنصائح التي تلقيتها من إدارة مباحث  الإنترنت، وأخطاء شركات المحمول التي تستوجب الإنتباه لها أكتبها لكم في مقال قادم ان شاء الله.

——————-

hebaomar55@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 5786 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.