الأحد , 28 أبريل 2024

هبة حسين تكتب: رحلة في عقل إرهابي!

= 1681

Heba Hussain


منذ أحداث سبتمبر ٢٠٠١ وفكرة الارهاب تسيطر علي العقول ومع تزايد الهجمات الارهابية، كان يجب للعلم أن يقتحم بأدواته فكر هؤلاء الذين يتم استقطابهم ليعرف كيف يتحول شخص عادي الي متطرف. 

ففي الخمس سنوات الماضية، استطاعت الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق تجنيد نحو 30 ألف مقاتل أجنبي، وهذا الرقم تضاعف ما بين 2014 و2015، فهل يمكن استعادة هؤلاء  وغيرهم قبل فوات الأوان؟

علماء النفس أكدوا أن معظم الارهابيين ليسوا مرضي نفسيين أو ساديين (يتلذذون بتعذيب الآخرين) كما نعتقد، ولكنهم في الأغلب أناس عاديون أدت عوامل معينة لاعادة تشكيل عقولهم لالحاق الأذي بالآخر باسم أهداف نبيلة حسب معتقداتهم الجديدة. وهذه العوامل تسود لدينا جميعا، فالخوف والمبالغة في رد الفعل يولدان مزيدا من التطرف ليدخل الانسان دائرة مفرغة يصعب الفكاك منها.

وتصف الباحثة الفرنسية "دونيا بوزار" المتخصصة في علم الانسانيات والتي تعاملت مع مئات من الشباب صغير السن من المتورطين في العنف لابطال تأثير معتقداتهم، أن العاطفة وحدها وليس المنطق يمكنها انتزاع المراهقين من فكرة الجهاد. 

ففي تجاربها، كانت تستهدف من خلال التواصل مع المتطرف عن طريق أحد من أهله التأكيد علي عدم مواجهة أفكاره أو خططه أو تعنيفه وانما ربطه بذكريات ومواقف سعيدة في حياته السابقة. 

وأكدت أن الأهل يجب أن يتحدثوا لأبنائهم عن عالم الظل في الانترنت والذي يعد أكبر ساحة للتجنيد في العالم..

وفي حواره مع 60 ارهابيا سابقا، توصل عالم النفس جون هوجان مديرالمركز الدولي لدراسة الارهاب بجامعة بنسلفانيا الأمريكية الي أن الشخصية التي يسهل تجنيدها أو دفعها للتطرف تتسم بصفات معينة وهي الشعور بالغضب والانعزال واعتقادها أن انتماءها السياسي لا يكفي لاحداث تغيير حقيقي. 

وعادة ما تتعاطف هذه الشخصية بقوة مع ضحايا الظلم الاجتماعي الذي تحاربه وتعتقد أن اللجوء للعنف ضد الدولة لايعتبر غير أخلاقي. كما أن بعضا من أصدقائهم أو أقاربهم يؤيدون هذا الفكر.. وبالتالي فالانتماء لأي حركة سياسية يمنحهم عائدا اجتماعيا ونفسيا مثل المغامرة واثبات الهوية. 

ويعتبر تنامي ظاهرة الارهاب من أكبر المشاكل التي تواجه العالم اليوم.. فطبقا لمؤشر الارهاب العالمي 2015، فان الوفيات المرتبطة بهجمات ارهابية تضاعفت  عشر مرات منذ بداية القرن الواحد والعشرين وما بين 2013 و2014 قفز المعدل  بنسبة 80 ٪ وتثير هذه الزيادة تساؤلات عديدة لدي خبراء علم النفس الاجتماعي ولدي المجتمع ككل.. 

كيف تستطيع الجماعات المتطرفة معاملة الانسان بهذه القسوة؟ ولماذا تجذب وسائلهم البربرية الشباب صغير السن حول العالم؟ ومن الذين يقومون بتجنيدهم وبما يفكرون عندما يستهدفون أروحا بريئة؟.. 

أعتقد أننا بحاجة لتكاتف خبرائنا في هذا المجال تحت مظلة المركز القومي للدراسات الاجتماعية والجنائية لحماية شبابنا واعادة صياغة أفكار المتورطين. 

————-

hebahusseink@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 6162 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.