الأحد , 28 أبريل 2024

نهال مجدي تكتب: محمد علي نسخة 2017

= 4391

دعونا نعود بالذاكرة للوراء قليلاً وتحديداً لزمن محمد علي باشا باني مصر الحديثة ترك من بعده أساساً قوياً بني عليه من خلفه من أبناؤه. السؤال هنا هو ماذا كان هذا الأساس الذي بني عليه محمد علي هذا البلد المتطور الناهض؟ الأساس كان بعض الأطفال الذين بدت عليهم أمارات الذكاء والنباهة، أقام لهم معسكرات دراسية تمهيداً لإرسالهم لفرنسا ليتعلموا هناك أخر ما وصل اليه العلم الحديث، ليعودوا بعد ذلك لينقلوه ويطبقوه عملياً في أرض المحروسة لتتخذ مكانها بين دول العالم المتحضر. وبالفعل كان له ما أراد.

نعود لواقعنا الحالي والسؤال الذي يتكرر سنوياً مع فرحة مصر كلها بأوائل الثانوية العامة وهو أين أوائل الثانوية العامة في الأعوام السابقة؟ وهل استمر تفوقهم ونبوغهم؟ ودائما لايوجد إجابة لهذا السؤال إلا في بعض الحالات القليلة الظاهرة وهي الكاتب الكبير إبراهيم عيسي، والباحث معتز بالله عبد الفتاح، والكاتبة فاطمة ناعوت وأستاذ الترجمة بجامعة القاهرة د.خالد توفيق.

لماذا الأن لا نفكر في إستنساخ فكرة محمد علي مع قليل من التطوير؟ لماذا لا تكون هناك منظومة رعاية من الدولة لأوائل الثانوية العامة في كل عام من كافة الجهات.

رعاية علمية حيث يتم متابعتهم دراسياً في الجامعات والكليات التي يختارونها وتشجيعهم علي البحث والإبتكار . هذا بالاضافة الي إرسالهم لبعثات في الخارج اثناء دراستهم ليحتكوا بالثقافات المختلفة. أن يكون هناك برنامج للتنمية الثقافية، بحيث يتم إعداد هؤلاء المتفوقين ليكونوا نواة لطبقة ثقافية جديدة في مصر، بحيث لا يقتصر علمهم وثقافتهم علي مجالات دراستهم. هذا بالاضافة لتنمية مواهبهم المختلفة. وبالطبع هناك الرعاية الصحية والمادية الكاملة كأن يتم صرف مرتبات شهرية مجزية لهؤلاء الطلاب وليكن من صندوق تحيا مصر حتي لا تكون الماديات عقبة في طريق تفوقهم.

كما يجب أن يكون هناك متابعة دقيقة لأداء الطلاب في كل المجالات وإستبعاد من لايستمر علي نفس المستوي من التفوق والتميز. ويجب أن يتوفر أماكن إقامة سواء للمغتربين أو غير المغتربين طوال فترة تادراسة، ويتم تقييم الطلاب نفسياً واجتماياً لننتج في النهاية عالم أو باحث علي مستوي رفيع يمكن الاعتماد عليه في احداث نهضة حقيقية.

وربما يجب أن يكون هناك مستوي أعلي من هذه المنحة الدراسية للمتفوقين في الدراسة الجامعية، وأن توضع أمامهم فرص أخري غير للعمل والبحث غير الالتحاق بالتدريس الجامعي والدراسة الاكاديمية البحتة.

وبما أن هناك العديد من الطلبة والأساتذة المصريين خريجيين من كبريات الجامعات العالمية مثل كيمبريدج ويال وهارفرد وكالتك وغيرها فلماذا يكونوا ضمن هيئة الإشراف علي هؤلاء الطلبة كلا في مجاله ليخرج لنا بعض أربع أو خمس سنوات جيل جديد مستنير يستطيع أن يدير مستقبل مصر العلمي والفني والثقافي، في الوقت الذي يحاول فيه البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب أن يكّون نواة لطبقة سياسية جديدة.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 6822 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.