الخميس , 2 مايو 2024

نهال مجدي تكتب: حسابات الدوحة الخاطئة!

= 1591

بصرف النظر عن الموقف القطري الداعم للإرهاب والذي أصبح حقيقة موثقة لا تقبل الجدال وخاصة بعدما إعترف بها وزير خارجيتها نفسه، ولو ضمنياً، نجد أنه شعبياً وإعلامياً هناك من يجد من صغر حجم قطر وقلة عدد سكانها ذريعة للهجوم والتهكم وإتهامها أنها تلعب دوراً أكبر من حجمها وقدراتها. وهناك أيضاً من شبه قطر بإسرائيل وأطلقوا عليها “إسرائيل الخليج”.

ربما وجه الشبه بين الدولتين هو أن إسرائيل، ذلك الكيان السرطاني الذي تم زرعه داخل الوطن العربي، مساحتها صغيرة مقارنة بباقي دول العالم العربية المحيطة بها، وتعداد سكانها لا يتعدي تعداد سكان مدينة صغيرة في مصر علي سبيل المثال. ولكن صغر حجمها وقلة تعدادها لم يمنعها من لعب دور في محاولات إضعاف الدول العربية المحيطة بها وإستخدام الولايات المتحدة الأمريكية لخدمة مصالحها في كثير من الأحيان لايمكن إنكاره. درست إسرائيل وطننا العربي ومواطن الضعف والقوة فيه بمنتهي الدقة، ولعبت ببراعة علي نقاط الضعف واستغلتها لصالحها، بما فيها إستغلال قطر نفسها كمخلب قط في المنطقة.

بنفس هذه البراعة وعن طريق رجال الأعمال والإعلام وفي بعض الأحيان السياسة، سيطرت تل أبيب بشكل كبير علي مراكز صنع القرار الأمريكي وأستغلته أيضا لصالحها في سبيل تحقيق هدفها في السيادة علي المنطقة.

في المقابل يبدو أن لقطر نفس الطموح، وقد نقر بحق قطر في محاولاتها لإيجاد دور لها في المنطقة تناطح فيه النفوذ السعودي في الخليج، أو حتي التأثير المصري في العالم العربي ككل والذي كان من الممكن أن تعوض الإمكانيات الإقتصادية الهائلة ما تفتقده قطر من صغر المساحة وقلة عدد السكان، ولكن السؤال هل بخيانة محيطها الخليجي بشكل خاص والعربي بشكل عام تستطيع قطر الوصول لغايتها تلك؟!

وإذا كنا نتفهم التآمر الإسرائيلي علي المنطقة ومحاولات احتلال اجزاء منهم، حيث إنها عدو واضح محتل، إلا أن الأمر الذي لايمكن تفهمه ..هو لماذا تتأمر قطر وتعمل لصالح الأعداء التقليديين للمنطقة التي هي أحد مكوناتها؟

للأسف حسابات الدوحة في علاقاتها مع دول المنطقة كلها خاطئة، فإذا كانت حسابات المكسب والخسارة الإقتصادية البحتة، فالسوق العربي هو الأكبر والإستثمار فيه مربح أكثر من لندن علي سبيل المثال. وإذا كان الأمر تأمين الدولة الصغيرة وسط كيانات كبري حولها، فالمنطق يقول أن دول مثل إيران وتركيا لن تكون أقرب أو تستطيع حمايتها من جيرانها التي تجمعهم بها وحدة التاريخ والثقافة والدين.

أما إذا كانت تبحث عن زعامة وسيطرة في محيطها، فلا يمكن ان تتزعم منطقة بالخيانة والعمالة وإدخال عناصر غريبة علي المنطقة العربية. والأهم من هذا كله هو أن المنطقة العربية في المجمل والدول المقاطعة لقطر بشكل خاص لن يسمحوا بهذا الدور المشبوه لأن يستمر أكثر من هذا. وإذا كانت حسابات قطر خاطئة إلى هذا الحد فلتتحمل عواقب سوء التقدير.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 10119 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.