الثلاثاء , 30 أبريل 2024

انطلاق أعمال النسخة الرابعة عشرة لندوة تطور العلوم الفقهية بسلطنة عمان

= 1255

Oman - Islamic 3


مسقط – محمد سعد

logo - Smallest

بدأت اليوم بسلطنة عمان أعمال النسخة الرابعة عشرة لندوة تطور العلوم الفقهية تحت عنوان (فقه العصر ) .. مناهج التجديد الديني والفقهي التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، تحت رعاية الشيخ محمد بن أحمد الحارثي مستشار الدولة وتستمر حتى 8 من شهر أبريل الجاري.

شارك في افتتاح الندوة التي تعقد بفندق جراند حياة مسقط، جمع من وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأصحاب السماحة مفتيي الدول العربية والإسلامية وعلماء من دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية ورؤساء بعض الجامعات العربية.

وقال الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن سليمان السالمي رئيس اللجنة المنظمة في كلمة الوزارة ان المسلمين امتلكو عبرَ العصورِ فِقهاً للدِينِ، وفِقهاً للعيشِ. وكِلاَ الأمرينِ جَرى تكوُّنُهُ، وَجَرتْ تنميتُهُ وتطويرُهُ، استناداً للكتابِ والسُّنَّةِ، وَتجارِبِ المسلمينَ مع نصوصِهم وسلفِهم فَهماً وعَيشاً- وَمعْ إدراكاتِ جَمَاعاتِهم للمصالحِ في العِلاقاتِ فيمَا بينهُم، ومَع الآخرِ المحلّيِ والعالميِ.

واضاف رئيس اللجنة المنظمة إنَّ مَناهج الاجتهادِ والتَجديدِ وآلياتهِ، في تِلكَ الأَزمنةِ، كانتْ تتمُّ ضِمنَ المنظومةِ السالفةِ الذِكْرِ، ومِنْ دَاخلهِا، وضِمَنَ القواعدِ الثلاثِ التي استَقَرَّ العَملُ بمِ قْتَضاهَا: النَصُّ القُرآنيُ والسُنَّةُ النبويةُ، واجماع المسلمينَ وأَعرافُهم، وآلياتُ الاستنباطِ المتمثلةِ في القياسِ الفِقْهيِّ الذيْ نَمتْ البحوثُ بشأنِ جُزئياتِهِ نُمواً كبيراً.

واشار الدكتور عبد الرحمن بن سليمان السالمي رئيس اللجنة المنظمة الى أن المشهد تغير كلُّه مُنذُ النِصفِ الثاني مِن القرنِ الرابعِ عشر الهجري فَقدْ تَصاعَدَتْ دَعواتٌ تغييريةٌ مِن نوعٍ آخرَ حيث دَعا الكثيرون إلى ( فتحِ بابِ الاجتهادِ) الذي اعتبروا أن بابه قد انسدَّ. وتناولُوا بالنقدِ آلياتِ الاجتهادِ الفقهيِ، واتخذَ النقدُ أَحدَ مسارَين: مسارِ العودةِ المباشِرةِ للكتابِ والسُّنةِ مع محاولة تخطي التقليد الفقهي ومسارِ الإصلاحِ الديني الذي يُريدُ العودةَ للمصادرِ أيضاً، لكنّهُ يَستهدِفُ التلاؤمَ مع ظروفِ العصرِ ومُتغيراتــِهِ.

وقال رئيس اللجنة المنظمة انه لمَ يعُدْ أحدٌ يتحدَّثُ عَن التقليدِ باعتبارهِ البداية والنهاية. لكنْ باعتبارهِ ضِمنَ العَملِ في الاجتهادِ والتجديدِ، هُناكَ مَنْ يريدُ فَهمَ التقليدِ وتجاوزَهُ. وهُناكَ مَن يُريدُ فَتحَ التَقليدِ ونقدَهُ والبِناءَ عليه إنَّ اتجاه فتحِ التقليدِ ونقدِهِ والانتقاءِ مِنهُ، هُوَ الذيْ قامَ بالأعمالِ الكُبرى في المجالِ الفقهيِ في القرنِ الرابعِ عَشرَ الهجريِ.

واختتم الدكتور كلمة الوزارة بان خِطَّةَ ندوةِ "فِقهِ العَصرِ"، وباجتهادِها الإِنشائي تَنحُو ثَلاثةَ مَناحيْ، الأولُ عَرْض مَا تمَّ لهذهِ الجهةِ سواءٌ في إنتاجِ النُظُمِ أو الاجتهاداتِ الفَرديةِ. والثاني عرضُ الموضوعاتِ الخلافيةِ سَعياً للوصولِ إلى تَوافُقاتٍ حَولَها. والثالثُ طَرحُ مَسائلَ استشرافيةٍ في كُلِّ أبوابِ النَدوةِ تقريباً.

وقال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة في كلمة له " إن الإلتقاء في هذه الندوة المباركة لفرصة سعيدة والتي تعنى بتطور الفقه ومن المعلوم بداهة أن المسلم فرداً ومجتمعاً وأمة هو بحاجة إلى الفقه في الدين لأنه يضطلع بأمانة الله سبحانه وتعالى ويسير على نهج الله ، فالإنسان خلق ليضطلع بأمانة ثقلت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان لذلك كان على المسلم أن يحمل هذه الأمانة بجدارة وبمعرفة وبصيرة فلا يتهور كما يتهور الآخرون.

وأضاف سماحته انه ينبغي على المسلم أن يحرص دائماً على مراعاة أوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه في كل ما يقدم عليه وما يحجم عنه وهو مسؤول عن العالم بأسره ومسؤول عن توجيه هذا العالم إلى الخير وتبصيره وهدايته وانتشاله من الضياع .

وبين سماحة المفتي العام للسلطنة ان الله سبحانه وتعالى جعل طبيعة البشر متطورة تنشأ معها مشكلات متعددة وهذه المشكلات هي بحاجة إلى تسليط الضوء عليها وإعطاء كل مشكلة حلولها المناسبة.

وأوضح سماحته أن اللقاءات التي تتم بين الفقهاء هي المحاضن لعلاج المشكلات التي تفرزها تطورات الحياة الإنسانية ، ودعا سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة الفقهاء إلى أن تكون كلمتهم بمثابة البلسم الشافي لأجواء هذه الأمة ومعالجة مشكلاتها .

وقال فضيلة الشيخ الدكتور شوقي إبراهيم علآم مفتي جمهورية مصر العربية في كلمة له " إن لكل عصر مستجداته ومشكلاته ولا ريب أن علماء الأمة قاموا بواجب الوقت في كل عصر فألفوا وفرعوا وأعطوا الحلول العملية للمشكلات التي تحدث للأمة موضحا أنه عند معالجة قضايا العصر يجب ألا تكون النظرة أحادية بل ينبغي أن ننظر إلى اجتهاد الآخرين.

وأضاف فضيلته " إننا أمام مشاكل عديدة في هذا العصر وإننا نؤمل على علمائنا وفقهائنا في هذه الندوة أن يخلصوا إلى نتائج من واقع بحوثهم ومن واقع افكارهم السديدة لعلاج هذه المشكلات بما يتفق وبأصول الشرع من الله سبحانه وتعالى.

وتهدف الندوة إلى إستعراض مسيرة الاجتهاد الإنشائي في العصر الحديث من خلال فقه العصر: «مناهج التجديد الديني والفقهي» كما تبحث منهج الاجتهاد المعاصر الذي يتم بموجبه وضع رؤية فقهية مستقبلية موائمة بين الماضي والحاضر، وذلك من خلال 54 بحثا تتمثل مناقشاتها في سبعة محاور.

شاهد أيضاً

مشاركة مصرية متميزة في مهرجان الوطن العربي للابداع الثقافي الدولي بصلالة

عدد المشاهدات = 1758   مسقط، وكالات: اختتمت بمسرح مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.