الجمعة , 3 مايو 2024

من هو أول نبي؟

= 2077

 

بعد أن خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام، وخلق الجن والذين كانوا يعبثون فسادًا في الأرض، أخبر الله ملائكته أنه قضى وقدر خلق الإنسان، قال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ}، فكان أصل هذا البشر آدم -عليه السلام-، حيث شكَّله الله بيديه، وتركه على باب الجنة صلصالًا كالفخار أربعين سنة، ولما نفخ فيه الرُّوح أمر الملائكة أن يسجدوا له سجودَ تكريم، فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر أن يكون من الساجدين.

وكان سببًا في زلّة آدم ونزوله للأرض، وبداية قصة عالم البشر وشياطينهم، أدّت العداوة بينهم لظهور الرسالات السماوية والأنبياء والرسل، فمن هو أول نبيّ في هذه الدّنيا؟

إنّ أوّل الأنبياء والمرسلين هو آدم عليه السّلام

حثّ الله تعالى على تعلّم سير الأنبياء والمرسلين، وقراءة قصصهم، وذلك بهدف الاتّعاظ، وأخذ العبر المستفادة من هذه القصص، ويعدّ نبيّ الله آدم عليه السّلام من الأنبياء الّذين كثر ذكرهم في القرآن الكريم، فقد وردت قصّته في أكثر من موضعٍ في القرآن الكريم، ويعدّ أوّل أنبياء الله تعالى، وذلك أيضاً حسب ما اتفقّ عليه علماء المسلمين، وقد ميزّه الله تعالى من خلال أربعة أمور، وهي: أنّ الله تعالى خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، ثمّ أمر ملائكته بالسّجود له، وعلّمه من الأسماء، وهي ما يتعارف به النّاس على الأشياء.

لقد مرّ خلق آدم عليه السّلام بأربع مراحل وهي:

المرحلة الأولى: وهي مرحلة خلقه من طين، قال تعالى: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ).

المرحلة الثّانيّة: وهي بعد مرور مدّة، تحوّل الطّين إلى حمأٍ مسنون، ثمّ بعد جفافها صارت صلصالاً، حيث قال تعالى: (وَإِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنّي خالِقٌ بَشَرًا مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنونٍ * فَإِذا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فيهِ مِن روحي فَقَعوا لَهُ ساجِدينَ).

المرحلة الثّالثة: بعد مرور فترة، جعل الله تعالى ذلك الصّلصال الّذي أعدّ في المرحلة الثّانية، ليكون جسد آدم عليه السّلام، وفي هذه المرحلة تكوّنت صورة آدم عليه السّلام، ولكن لم تنفخ الرّوح فيه بعد.

المرحلة الرّابعة: وهي مرحلة نفخ الرّوح في جسد آدم عليه السّلام.

الدّروس المستفادة من قصة آدم

هنالك عدّة دروس وعبر مستفادة من قصّة آدم عليه السلام، يمكن للإنسان الاتّعاظ والاستفادة منها، وفيما يأتي بيانٌ بعض هذه الدّروس:إنّ في خلق آدم عليه السّلام تشريفاً وتكريماً له، وفي ذلك أيضاً تشريفٌ لبني آدم وذريّته.

أن يعلم الإنسان أنّه مخلوقٌ من تراب، وأنّه في نهاية الحياة سيعود لذلك، فليحرص على التّواضع، وعدم التّعالي على النّاس، والتّكبر عليهم، فإنّ النّاس جميعهم متساوون، فلا يوجد أحد أفضل من آخر إلّا بالتّقوى والعمل الصّالح.

الحذر الشّديد، والتّنبه من وساوس الشّيطان الرّجيم، فقد قال تعالى: (يا بَني آدَمَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِنَ الجَنَّةِ).

اعتراف الإنسان بأنّه معرّضٌ للخطأ، والغفلة، والسّهو، والنّسيان، وأنّه في النّهاية مخلوقٌ ضعيف، محتاجٌ لله تعالى.

عدم اليأس من رحمة الله تعالى، فإذا وقع الإنسان في خطأٍ ما، فلا ينبغي عليه أن ييأس من رحمة الله تعالى ومن مغفرته ذنوب عباده.

 

 

شاهد أيضاً

الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله عز وجل

عدد المشاهدات = 3963 ✍️ صفاء مكرم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.