السبت , 27 أبريل 2024

منى العزب تكتب: كلـــمة حـــق

= 1932

Mona Azaab

فكرة الاصلاح من داخل النظام هي فكرة طرحت كثيرا ايام حكم الرئيس الاسبق حسني مبارك ولم يعها ولم يلتفت اليها أويقبلها وسخر منها هو ونظامه وتابعوه من السياسيين والكتاب والاعلاميين، كما سخروا ممن طرحها، بل وكالوا الاتهامات لكل من رددها، وبدلا من الالتفات الي مضمون الفكرة ومحتواها وجدواها كان الهدف حينذاك شخص من أطلق الفكرة وتناوله بالنقد والتخوين وكل ما يمكن ان يوصف به شخص أعلن رأس النظام وقتها عداءه له.

ولأن مبارك كان مرتكنا علي أجهزته الامنية وعلي أصحاب المصالح الملتفين حوله كانت حساباته خاطئة، وكانت نتيجتها الإلقاء به وبرجاله من السلطة وبشكل مهين.

وقد عادت فكرة اصلاح النظام من الداخل لتطل برأسها من جديد خلال الحوارات التي أجريت مؤخرا مع الاستاذ محمد حسنين هيكل. ثم عادت ايضا نفس الاتهامات التي تم كيلها له من قبل والتي لا اناقش صحتها او خطأها وانما ارجو ألا تكون السبب وراء عدم الالتفات للفكرة كما حدث من قبل، خاصة ان من هاجموا افكاره التحذيرية كثير منهم يعيد موقفه وبنفس تفاصيله رغم تجاربنا السياسية الأخيرة.

وبدلا من البحث في شخص ونوايا من أطلق هذه الافكار، فلنبحث محتواها ثم نقبلها او نرفضها دون شخصنة الامور.

لا استطيع الجزم بنية أستاذنا هيكل ولا بمقصده من وراء تلك التصريحات. ولكن اعتقد ان التفكير في محتوي افكاره وآرائه ثم تقييمها هو الأهم، حتي لو كانت كلمة حق يراد بها باطل ـ ولا اظنها كذلك ـ لأن المهم في النهاية انها «كلمة حق».

من لا يقبل الاصلاح من داخل النظام سيتجرع، رغما عنه، مرارة الاصلاح من خارج النظام مهما طال الأمد. فهي فكرة ازلية لا جدال فيها.

وكما قال الاديب والسياسي الفرنسي فيكتور هوجو «أعتي الجيوش لا يقوي علي هزيمة فكرة حان وقتها».

————————–
* منى العزب نائب رئيس تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 5583 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.