السبت , 4 مايو 2024

منى العزب تكتب: كش ملك..!

= 1434

Mona Azab 3

 

في لعبة "الشطرنج" يتحتم علي اللاعب حساب رد فعل الخصم قبل تحريك أية قطعة ، وإذا لم يفعل ذلك كان مصيره الخسارة لا محالة بعد الجملة الشهيرة " كش ملك".

نفس المهارة يتحتم توافرها فيمن يمارس العمل العام حتي يتمكن من حساب العواقب قبل اتخاذ أي قرار أو إجراء.

وعلي سبيل المثال لو كانت وزارة الداخلية فكرت بعقل لاعب الشطرنج المحنك وحسبت ردود الفعل الداخلية والخارجية قبل إصدار بيانها حول وجود علاقة بين الخمسة الذين تم قتلهم في "الميكروباص" ،وبين مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني ،لما أصدرت البيان من الأساس. فتوجيه الاتهامات له قواعد، وإثباتها له قواعد أخري، وبغير الأدلة يصبح من الخطر إلقاء التهم جزافا.

كما كان من الممكن أيضا ان يعمل الجانبان المصري والايطالي معا في القضية من البداية ،وأن تصدر البيانات بالتنسيق المشترك بين الجانبين ،وقبل إعلانها للرأي العام لتجنب رد الفعل الإيطالي الهجومي ،والذي يستتبعه ردود فعل عالمية أخري. فقط كان علينا حساب العواقب قبل التحرك بما يجعلهم شركاء معنا في نفس الجانب ،وليس طرفا آخر يعمل  في الجانب المقابل.

سوء تقدير الأمور وحساب العواقب هو ما أدي إلي التعامل مع الأزمة باستهتار من البداية ،والدليل علي ذلك تشكيل فريق موسع للبحث في القضية بعد أكثر من ثلاثة أشهر من بدأها ،وهو ما يدل علي ان هناك جهدا وتحركا كان يمكن القيام به من البداية ،ولم يحدث بسبب سوء التقدير.

إدارة الأزمات علم له أصول وقواعد مازلنا نفتقدها. وقد ظهر ذلك خلال إدارة أزمة الطائرة المصرية المختطفة فرغم الجوانب الإيجابية التي ظهرت خلال الأزمة ،خاصة من جانب طاقم الطائرة ،إلا ان التحرك الحكومي كان مختلفا.

فقد تسرع وزير الطيران كثيرا في عقد المؤتمر الصحفي قبل أن تتوافر لديه المعلومات الكافية لعقده ،ولم يحسب الوزير ردود الأفعال. وكان يكفيه إصدار بيانات اعلامية تحوي ما يتوافر لديه من معلومات أولا بأول بدلا من ترك الفرصة للفضائيات المغرضة تتناقل الأكاذيب وتروجها.

كما رفض الاجابة علي معظم الأسئلة خلال المؤتمر ،وكأنه عقد المؤتمر ليقنع الحاضرين بأن هناك الكثير من المعلومات لا يمكن البوح بها ،وهي ليست مهمة المؤتمر الصحفي.

ثم جاءت إقالة المستشار هشام جنينة التي هي بداية لسلسلة من الإجراءات ستتخذ ضده، لتضيف فصلا جديدا لنفس ملحمة عدم حساب العواقب. فالهدف من القرار إعلان انتصار الدولة عليه حتي لو لم يثبت خطأه. وترسيخ مفهوم أن هيبة الدولة أهم من تفشي الفساد بها.

لست مع الرجل ولا ضده ،ولكن مع اتخاذ قرارات محسوبة العواقب فردود الأفعال علي القرار ،وما سيتبعه من إجراءات قد تكون في غير مصلحة الوطن.?  

————

Mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11498 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.