حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
قد يكون من الحكمة أحيانا احتواء الأزمات مبكرا ،وتفويت الفرصة علي كل من يسع لإفتعالها من الأساس بدلا من تصيد الأخطاء الذي قد يكون محسوبا علي كل الأطراف ،وليس صاحب الأزمة فقط. بل وقد تكون نتائجه سيئة علي الجميع.
واذا كنا بصدد محاكمة كل من أصدر تصريحا مخالفا للحقيقة (هذا اذا اعتبرنا تصريح الدكتورة مني مينا الخاص بالسرنجات غير صحيح وقبله تصريحات المستشار هشام جنينة بخصوص حجم الفساد) فالأولي بنا ان نحاكم كل من من وعد الجماهير بأن بلدهم ستكون الأفضل وبإنجازات لم نرها. وكل من تحدث عن عوائد لم تتحقق ـــ وكل من أصدر تصريحات مغلوطة ضللت الرأي العام ، ورفعت سقف طموحاته الي عنان السماء ثم هوي بها الواقع قاسيا محطما. وعلينا ايضا ان نحاسب كل مسئول حكومي أكد منذ أكثر من شهرين ان الأسعار ستنخفض بعد شهر ونصف ، ولم تنخفض. ولنحاسب كل من خذلوا الشعب بوعودهم الكاذبة خاصة بعد أن أصبحت الزيادة في الاسعار فوق طاقة المواطنين. كما يحق لنا في هذه الحالة ان نحاسب أيضا كل مسئول مالي أعلن ان نتائج سياساته ستكون إيجابية ،ولم تكن. وأن قيمة الجنيه سترتفع ،وغرق في «شبر مية». وأن الدولار سيري اسود ايامه ،ومازال يرتع سعيدا معلنا فشل كل محاولات السيطرة عليه. وأن مؤشرات الأداء الاقتصادي سترتفع ،ولم يرتفع إلا مستوي الضغط لدي المواطنين خاصة خلال عمليات شراء احتياجاتهم اليومية.
وفي حين كنا نتوقع إلقاء اللوم علي وزارة الصحة بل وعلي الحكومة بأكملها التي اصدرت قرارها بتعويم الجنيه دون إجراءات مهمة كان يجب ان تسبقه لحماية سلع في منتهي الأهمية ، يتم إلقاء اللوم علي الدكتورة مني مينا لأنها نقلت حديثا دار بينها وبين أحد الأطباء بورود تعليمات شفهية بإعادة استخدام السرنجات لأكثر من مرة «لنفس المريض». هل يستحق هذا التصريح تقديم بلاغ للرأي العام ضدها؟
وبدلا من تصيد الأخطاء لكل من يسعي للإشارة إلي السلبيات بهدف حلها فلتتصيد الحكومة أخطاءها قبل غيرها ولتوفر طاقاتها لتصحيح فشلها بدلا من إهدارها في معارك لاطائل من ورائها. فمعاقبة كل من لايروقنا حديثهم ليس إلا محاولة للانتقام تذكرني بمثل صيني يقول «من يسعي إلي الإنتقام عليه أن يحفر قبرَين .. واحداً لعدوّه والآخر له».
————
Mona.alazab12@gmail.com
