ادهشني ظهور احد المسئولين بوزارة الكهرباء في احدي القنوات الفضائية ليشرح كيف تمت عملية تفجير البرج الكهربائي المغذي لمدينة الانتاج الاعلامي. كما يشرح مكان البرج الآخر الذي يحوي القدرة الأكبر والأكثر تأثيرا علي المدينة.
ولا أدري أهمية ما يسعي المسئول الكبير الي توصيله لجمهور المشاهدين. وهل يسعي لاقناعهم بأنه لولا العناية الالهية لكانت الكارثة اكبر؟ بسبب عدم تأمين مثل هذه النقاط المهمة بما يعكس سوء الإدارة. أم يرشد الارهابيين الي مكان البرج الأكثر تأثيرا والافدح خطورة علي المدينة؟ ولم يكن ينقص حديثه إلا ان يقترح علي الارهابيين افضل انواع القنابل القادرة علي نسف هذا النوع من الابراج.
غياب الرؤية السياسية لدي بعض المسئولين بالحكومة،امر في منتهي الخطورة. وتأثيره عميق علي سير العمل بالدولة. فهل يعجز عن ايجاد بديل لهذا النوع من المسئولين؟ ام أن الأوان قد فات؟
السؤال الأهم هل ندرك خطورة ذلك واننا في حاجة الي تدريب القيادات الوسطي علي ممارسة العمل السياسي من خلال قنواته الشرعية (الأحزاب) في الفترة الحالية حتي يكون لدينا قيادات ذات رؤية سياسية في المستقبل؟
ولو كانت هناك رؤية سياسية لما وصل الموظفون إلى كراسي الوزارة بالترقي وفي مواقع تحتاج إلي اشخاص ذوي خلفية سياسية اصبحت مفقودة.
الافتقار للرؤية السياسية هو ما يدفع الي الاستعانة بالإعلام واستخدامه لاقناع الجماهير. ولو كانت السيطرة علي الاعلام هي الحل لكان نظام ناصر هو الأفضل،وما انتهي إلي نكسة مازلنا ندفع فاتورتها حتي اللحظة الحالية.
الرؤية السياسية الغائبة هي ما أدت لوصول "الأخوين مبارك" إلي ميدان التحرير – ميدان الثورة – لآداء واجب العزاء. ولما استطاعا العبور فوق المكان الذي سحقت فيه امبراطوريتهما بكل ما يحويه من ذكريات هي افضل ذكريات المصريين واسو ذكرياتهما.
الميدان الذي حطم احلام كل منهما الأول في توسيع امبراطورية "البيزنس" والثاني في الاستحواذ علي السلطة بأكملها.