الأحد , 28 أبريل 2024

منى العزب تكتب عن الإساءة الحقيقية

= 870


الاساءة التي سببها الحادث الارهابي بمجلة شارلي ابدو للاسلام تفوق كثيرا الاساءة التي سببتها الرسوم المسيئة للرسول الكريم للدين الاسلامي. فبالرغم من ان هذا النوع من التناول لرموزنا الدينية يؤذي مشاعرنا كمسلمين الا ان ردود الفعل لايجب ابدا ان تكون بهذه الطريقة المسيئة.

فالتحديات التي يواجهها الاسلام خلال السنوات الاخيرة اتخذت منعطفا جديدا بعد احداث 11 سبتمبر، ثم جاءت الاحداث الاخيرة بباريس لتلقي بظلالها الكثيفة علي الصورة المصدرة للاسلام بما يدفع بقوة الي السعي لإجراء مراجعة كاملة للفكر الاسلامي لتحديثه وهو ما سيوفر له الحماية علي المدي الطويل.

التعامل الامني مع الارهاب وحده لا يكفي فهو مجرد مسكن يقضي علي الألم لفترة مؤقتة،ولايقضي علي المرض اومسبباته. كما ان تجفيف منابع الارهاب لاينحصر في قطع التمويل عن ممارسيه او مطاردتهم، وإنما في بحث اوجه القصور التي ادت اليه،والعمل من خلال منظومة كاملة تعتمد علي ثلاثة محاور.

المحور الاول هو: المحور السياسي ويتمثل في ايجاد اطار سياسي محكم يهدف الي استقطاب الشباب ودمجهم في العمل السياسي بشكل مقنن. اين الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني؟ هذه الكيانات تركز في نوعية محددة من الموضوعات دون الالتفات الي قضايا أخري ربما تكون هي اساس عملها.

المحور الثاني هو: المحور الفكري ويهدف الي مراجعة جميع القضايا الاسلامية والخروج بالدين الاسلامي خارج النفق المظلم للفكر الوهابي. وتجديد الفكر الاسلامي ولغة خطابته ومراجعة الفقه الاسلامي وهي نقطة في منتهي الاهمية لأن ترك الامور الدينية كما هي يهدد هذا الدين العظيم خلال العقود القادمة. وهي المسئولية الملقاة علي عاتق مؤسسة الازهر خاصة بعدما اطلق الارهاب اصداره الجديد.

المحور الثالث وهو: التعامل الامني مع الارهاب والذي يحتاج لتغيير المنهج الامني بالكامل في التعامل مع القضايا بشكل عام وخاصة قضايا الامن القومي وهو مايستلزم هيكلة الجهاز الامني بأكمله بجانب تطهيره.

العمل علي المحاور الثلاثة هو ما سيحجم هذا الكائن متعدد الاذرع الذي طالت اطرافه اماكن لم يكن من المتصور الوصول اليها. ولا اقصد هنا بالطبع ان وجود قصورا في بعض النواحي يمنح هؤلاء القتلة اية مبررات لممارساتهم مطلقا، فأية اوضاع سياسية اواقتصادية اوفكرية سيئة لا تمنح  رخصة القتل وازهاق الارواح. وإنما فقط ادعو لاتخاذ كل مايلزم من اجراءات لاقلاع الارهاب من جذوره.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 5868 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.