الخميس , 2 مايو 2024

منى العزب تكتب: رأس إسلام الطائر..!

= 1708

Mona Azab 3


أختلف مع أفكار إسلام بحيري أكثر مما أتفق.. تعجبني فكرة إعمال العقل وتناول التراث الديني بالتحليل والتجديد، إلا أنني لا أحب أسلوبه في عرض أفكاره والذي يغلب عليه – في وجهة نظري- استعراض الأفكار ولفت الانتباه أكثر من عرض الأفكار.. لست ضد الاختلاف مع اجتهادات الأئمة ومع ذلك ارفض طريقته في الاختلاف معهم والتسفيه منهم او من أفكارهم والتهكم عليهم وعلي اجتهاداتهم. ومع كل ذلك أرفض فكرة الرد علي الأفكار والآراء والاختلاف بالأحكام القضائية.

 لست معه في هجومه علي علماء الاسلام ولا في اسلوبه في ذلك ولا الالفاظ التي استخدمها في وصفهم ووصف فتاواهم فقد اجتهدوا ،واصابوا واخطأوا ،ولكل اجر.

الرد علي الأفكار يكون بالأفكار ، والاختلاف مع الرأي يكون بطرح رأي آخر ، والتدليل علي صحته. أما معاقبة كل من يفكر أو يختلف بالسجن فهي وسيلة لردع كل من يفكر أو يعلن أفكاره المخالفة وليس مجرد قمع للحريات فحسب. وسوف تغمر الحكمة كل من تسول له نفسه أن يطرح أفكاره المخالفة من رأس إسلام "الطائر" أو بمعني أدق المحبوس.

المناظرة بين إسلام بحيري من جهة ، والشيخ أسامة الأزهري ، والحبيب علي الجفري من جهة اخري كانت رائعة ، ودعت الكثيرين من المهتمين بتناول الفكر الإسلامي إلي البحث والتنقيب والتفكير ، وهو ما يؤدي إلي الإثراء الفكري ، أما القمع والتكفير والحبس فلن نكسب من ورائها إلا حثا غير مباشر علي عدم التفكير أو تناول الأفكار بالطرح والبحث مع الآخرين. وهو مايؤثر في الوعي المجتمعي.

الشيخان الجليلان ضربا مثلا رائعا في التعامل مع الموقف ، حيث دعا له الأول بأن يفرج الله كربه ،اما الثاني فطالب بالعفو الرئاسي عنه.

واذا كنا نسعي الي الإصلاح وتجديد الفكر الديني فإننا بحاجة أولا إلي تجديد الإطار التشريعي خاصة ما يتعامل منه مع الفكر. فالقانون هو ما أدي الي حبس اسلام ،وهو مايحتاج الي التعديل أولا ونحن علي أعتاب دورة تشريعية جديدة. وإذا كان هناك من يهوي الاستعراض أو يسعي إلي الشهرة فلا يجب ان يكون القانون وسيلته إلي ذلك. فالسجون ليست مكانا للمفكرين وإنما مكان الفاسدين والذي يعجز القانون في كثير من الأحيان عن إثبات فسادهم أو عقابهم.

الخسارة ليست في شخص إسلام ، وإنما فيما سيخسره الإسلام والمجتمع كله من وراء سجن إسلام.
—————-
Mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 9801 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.