نفتقد في هذا الزمان إلى معنى الصداقة الحقيقية فقد غابت وتاهت في وسط الزحام والصراعات والمصالح المشتركة من أجل الحصول على أعلى المناصب.
يبحث الجميع على الصديق الحقيقي الذى يستطيع أن يبوح له عما بداخله من آلالام وأوجاع دون الخوف ان يفضح سره أو يستغله أن يكون الصديق الصدوق ولكن أين هو؟ ولماذا غاب؟
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجئ تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويلقاه من بعد المودة بالجفا
الصداقة أسمى شئ فى الوجود فما أجمل أن تجد شخص يقف بجانبك دائمآ دون مقابل، يلتمس لك العذر إذا قصرت فى حقه، ويدلك على الرأى الصحيح عند المشاورة.
يتأثر الانسان بوعى أو بغير وعي بمخالطة صديقه لذلك ينبغي أن يحسن النظر فيمن يختاره للصداقة فيختار الصديق الصالح الذى يرشده إلى طاعة الله وحسن الخلق.
فقد حثنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم على حسن اختيار الصديق الا تكون قائمة على مصلحة أو منفعة مرجوة، وإنما هو حب واخوة فى الله فيقول صلى الله عليه وسلم «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبر ويطمئن على صديقات زوجته السيدة خديجة حتى بعد وفاتها ، وصداقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وابوكر كانت خير شاهد على حسن الصداقة وما ينبغي أن تكون عليه.
الصديق الحقيقي هو الذى تكون معه كما تكون وحدك هو الانسان الذى تعتبره بمثابة النفس لذلك يجب أن تتواصل دائمآ مع صديقك ، وتقدم له النصيحة وتقف بجانبه وتساعده على التقدم في حياته وان تعطيه بقدر ما تتمنى أن تأخذ منه.
فما أعظم الصداقة! وما أسمى معانيها!