الأحد , 28 أبريل 2024

منال لطفى تكتب: سكتنا له دخل بسدوده!

= 1995

Manal Lotfy


فى الوقت الذى انشغلنا كشعب بالتهيصص، واقمنا الافراح والليالى الملاح،  رغم ما يعانيه المواطن الغلبان من رفع فواتير الغاز والكهرباء والمياه وخفضتها على مصانع الحيتان الكبار،  وخاصة مع وجود مجلس نواب يعرض لنا جلسات تشبه الى حد كبير السيرك القومى.. ده يضرب ده بالجزمه، وده يهدد ده بسى دى، وده يجيب ده يبوس على راس ده، وبقت قعده مصطبه بلدى!
 
انشغالنا بإسقاط  الجنسية المصرية عن فلان وكتابة بلاغ للنائب العام فى علان ، واحنا فى وسط هذه المعارك الخائبة العبيطة، كانت اديس ابابا بترمى حجر الاساس لسد جديد اسمه (مندايه) بسعه تخرين 30 مليار متر مكعب لتوليد 2000 ميجا واط.

 السد الجديد يعمل بطاقه الثلث من سد النهضة الذى بدأ من شهور طويله فعلا بتخزين المياه بعد ان تعدت نسبه الإنشاءات 60 فى المائة، واعترف رئيس الوزراء الاثيوبى هايلى ماريام ديسالين  بتلك المفاجآت امام البرلمان الاثيوبى،
والمصيبه ان الحكومة المصرية بوزرائها المختصصين في تلك الكارثة يعلمون بهذه الحقائق بل بالعكس يعترفون بها تماما ، والمصيبة الاشد ان كل من بيده ملف النيل يعترف للصحافة بالكوراث طالبا عدم ذكر اسمه!

فعلى سبيل المثال صرح احدهم بمعلومات لم تنكرها اديس ابابا اطلاقا بل اعلنتها على الملأ، حيث تعتزم اثيوبيا بناء اربعة سدود جديدة (كارادوبى، وبيكوابو، ومندايا، والحدود )، وماتزال مصر عاجزة تماما امام اثيوبيا التى تعمل ليل نهار بجد منقطع النظير، ولم تشغل اثيوبيا شعبها بمعارك كلامية، ولم تطلق عليهم برامج التوك شو البهلوانية لتشغل ليلهم، ولم تعرقل نهارهم بمشاكل بيرقراطية!

مصر العاجزه امام السدود الاثيوبية، اصبح جل احلامها ان نقف اماما اثيوبيا فى المحاكم الدولية، كالمرأة التى تقف امام المحكمة لتحصل على الطلاق من رجل لا يعترف اساسا بزواجه منها، الوضع خطير ومهين والحكومة بوزرائها وزير تلو الآخر عاجزين بعد ان قالت لنا اديس ابابا بالفم المليان اخبطوا دماغكم فى الحيط، بينما مرحلة الفقر المائى بدأت بالفعل وسط تكتم حكومى شديد!
    
نحن دوله زراعية، سنقف عاجزين عندما نفشل فى توفير شربة ماء لرضيع، لقد هنا على حكومتنا فهنا على العالم، والمصيبة المؤلمة ان حكوماتنا تعترف ان اثيوبيا اخطرت مصر بالسدود فما كان علينا الا اننا جمدنا موقفنا من مفاوضات حوض النيل لسبب كبير وفظيع، فلم تخطرنا اثيوبيا هل ستبنى السد على النيل الازرق والا البيض؟!

بصراحه رد قاسى جعل اثيوبيا تبكى ندما..! لكن على انها مبنتش السدود قبل كده ب50 عاما، لانها وجدتنا دولة ضعيفة غير قادرة على الحفاظ على حقوقها وحقوق شعبها، وما يدعو للضحك حتى الممات ان الحكومة أتت بمستشارين لكى يصدروا بيانات على شاكلة "الدنيا ربيع والجو بديع"، لكن المستشارين فقعوا عين الحكومة بأننا فى كارثة حقيقية، وان مصر كانت على علم بكل تلك السدود، والاكثر كارثية ان مصر شاركت فى دراسات جدوى تلك السدود وهذا الكلام على مسؤلية الدكتور شحاتة مغاورى مستشار وزير الرى للمياه الجوفية ورئيس جامعه المنوفيه الأسبق!

فهل صحيح ان مصر عاجزة عن فعل أي شىء بخصوص قضية السدود الأثيوبية..وهل ستستمر فى عجزها؟ ام تفاجئنا بحل؟

—————

* منال لطفى رئيس منظمة مصريات ضد الارهاب.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 6613 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.