السبت , 4 مايو 2024

ملداء نصره تكتب عن: أزمتنا الأخلاقية

= 948


بتنا نعيش أمام واقع لا خيارات كثيرة متاحة لنا فيه, واقع العنف والكراهية الملونة بالدماء، وهي ليست سوى مقادير لطبخة المؤامرات التي تلوكنا بين كماشتين تصنعان الموت من حولنا وتجرنا إليه..

كيف لنا أن نعتقد بأننا مسيّرين رغماً عنا في هذا الواقع الذي صبغه الإرهاب بينما سببنا هشاشته بأزمة  مهدت له الطريق إلينا ؟!..

تعاني الإنسانية من أزمة وجودية صرفة تتمخض بجهل يتمدد ويتجلى بشتى مجالات حياتنا .. لقد بتنا عبيدا للانتماءات والتعصب بعيداً جداً عن الانتماء الجوهر .. وهو الإنسانية فقط ..

لعبة المخططات والمؤامرات قد تكون قوية بما يكفي لتفرض علينا مواجهة مع الموت والخوف والألم ,, لكن ما كان لحدود قوتها أن تتفاقم في مجتمعاتنا لولا أننا نشارك بالمؤامرة  الأخلاقية التي اغتالت الضمير والقيم .. حيث يسير الإنسان على درب آماله و تطلعاته ومآربه يتظاهر بأنه لا يرى اللافتات التي تذّكره بمبادئ الصدق و الشرف والخير

بينما يتوهج من بعيد ضوء مُشعّ يرشد شهواته على الطرق المختصرة حيث الرشوة والخيانة و النفاق توصله لغاياته..

كيف لا نكون الوقود والحطب لكل المؤامرات والحروب

ونحن نشن أكبر حرب على قيمنا و إنسانيتنا ؟

ننتحب على مجتمع يلوكه الإرهاب في حين لا نرى اليد التي تبيع السلاح

ننقم على الانقسامات والطائفية في حين لا نكمم الأفواه التي تعزف لنا أشنع سيمفونيات التطرف والكره والتحريض

نتاجر بالأمانة والضمير ثم نلوم الفاسد والمرتشي و الوصولي..

غرقنا بآثامنا واستمتعنا بابتلاع أمواجها العفنة بينما نتظاهر بعكس ما فينا ..

كيف لا نكون الوقود والحطب لكل المؤامرات والحروب ونحن نشن أكبر حرب على قيمنا و إنسانيتنا ؟!

هذا الواقع المحبط الذي يطحن سنين عمرنا ويعد أجيالنا القادمة بمرحلة تعبق بالدماء والتطرف ستضعه على مفترق طريقين ..طريق معبّد بالإحباط  والتوق لرحلة خارج كوكب سينفجر بشناعة ساكنيه .. أو طريق الانتحار …

حيث ينحرون قيمهم وأخلاقهم  ويشاركون حفلة التعري من المبادئ و التسلح بالتطرف والوصولية والانحطاط الأخلاقي  ليضمنوا لأنفسهم قطاراً لا يمر به انفجار .. لا تسحقه قنبلة الكراسي الأعلى .. لا تقطع أشلائه الخيانات والطائفية و الرياء .

فأول أزمة علينا مواجهتها في مرحلتنا الخطيرة الراهنة هي أزمتنا الوجودية وتصحيح مسارها ليكون لنا أمل بمجابهة أطغى صناع الإرهاب وأشرس أعداء للحياة والسلام .

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11641 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.