السبت , 27 أبريل 2024

محمد صقر يكتب: اللمسة الأخيرة…!

= 5669

إن مقالة ( اللمسة الأخيرة ) تحمل في طياتها موضوعا يلمس الحس الوجدان فلنهاية الأشياء – التي تصبح ذكراها فيما بعد – علامة بارزة في التاريخ و الأذهان فن أنه يمتاز شيء عن آخر باختلاف النهايات و من هنا كانت الأذواق و الألوان والنكهات و البضائع و الأسباب و النتائج و الشروط و الاختيارات و … إلخ فكانت الحياة و هذا إن أثبت شيئا فإنه يثبت أن الحياة – التي يعيشها الإنسان – قائمة على الاختلاف فمثلا لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع و عموما كي لا تطول عليكم مقدمتي فإنني إذ أكتب هنا و أحرر بقلمي كلمات من طراز فريد تحتاج إلى أفق واسع ليتقبلها و إلى فكر عميق ليحللها و لقد صادف اختيارنا أهله.

– بكل تواضع – فليذهب كل منا لبرهة بعقله إلى علم النفس الذي يناقش مسألة علمية – ذات شأن عند كل من يقدر العلم و أصحابه – و التي من الجدير بالذكر أنها تفترض أن ذاكرة الإنسان أشبه شيئا ما بذاكرة السمك تنسى بدايات الشيء و تتذكر مصيره فقط و قد تم إثبات ذلك و تقييمه علميا فهذا موجود بالفعل و واقعي تماما فعلى سبيل المثال إنك إذا شاهدت هدفا لصلاح أو لغيره من اللاعبين في إحدى المبارايات فشغلك الشاغل هنا هو الهدف – ( و ليس الأسيست ) – فهكذا هو الإنسان له من أحرز الهدف و ليس من صنع الهدف له اللمسة الأخيرة و ليس ما قبل ذلك وعلى سبيل المثال إن الواحد منا إذا سئل عن تفاصيل هدف ما شاهده بعدما تنتهي المباراة فإنه – غالبا – سيعجز عن إجابة السؤال إلا أنه سيتذكر فقط من أحرز الهدف.

لذا فإن اللمسة الأخيرة – عزيزي القارئ – هي من تشغل بالي وبالك وبال الجميع وتلك هي الطبيعة كما أثبت العلم – لذا ‏فعليكم بأن تنتهوا مما تصنعون بإتقان وفن ومهارة وهنا أتوجه إليكم وإلى كل قارئ بالتماس لطيف عزيزي المعلم قبل أن تنتهي من شرح درسك اترك في طلابك شيئا جميلا يجعلهم يحبون أن يذاكروا درسهم بجد و إخلاص و يجعلهم أيضا يحبون طريقتك في الشرح و أسلوبك الذي تتبعه لإيصال الفكرة و المعلومات إليهم و يشكرونك على لطف تعاملك معهم عزيزي الطبيب اتبع الخطوات السابقة نفسها دون تجاهل خطوة أو نسيان أخرى – قدر المستطاع – مع مرضاك وأخبرني بعدها بنتيجة ما فعلت – على رغم تأكدي من حسن النتائج – و من هنا أصبح التماسي موجها إلى عزيزي المحب الذي يريد أن ينهي علاقة عاطفية ما.

فأنا لست أرى له إلا أن ينهيها بشكل لطيف كي يظل هناك رابطا ممتدا إذا ود أحد الطرفين أن يراجع حساباته تجاه الآخر و من هنا يقرأ البقال و التاجر التماسي ليمتثلوا مثل المعلم و الطبيب مع زبائنهم و يضطلع أيضا على التماسي المتواضع هذا – بشكل عام – الجميع لأن اللمسات الأخيرة ليست حكرا لفصيل دون فصيل و إنما هي مؤثر يتأثر به الناس أجمعين لذا لا بد أن يكون من أراد أن يتميز عن غيره متميزا بالفعل – في لمسته الأخيرة -.

و ما أود أن أوضحه لكم و ما أعنيه و أقصده بكلامي السابق هو أن على اللاعب أن يحرز الهدف بمهارة عالية – بمعنى آخر يضع في الكرة بصمته الخاصة – لأن هدفه يعد لمسة أخيرة و على الكاتب و هو يختتم مقالته أن يتم ذلك بكفاءة واقتدار لأن ختامه المقالة يعد لمسة أخيرة و على من يقبل على السفر و أراد أن يودع أخا أو حبيبا أو صديقا أن يجعل وداعه لهم حارا و صافيا لأن وداعه يعد لمسة أخيرة و على العامل مثل ذلك فعليه أن ينتهي من عمله تاركا لفتة طيبة لزملائه – و لمديره بوجه خاص – كي يتأثروا بما فعل لأن انتهاءه من العمل يعد لمسة أخيرة.

و قبل أن يجف المداد وددت أن أختتم مقالتي و كلي يقين بختامي لها أنه الأنسب و الأوجب و بعد فإنني – ككاتب لهذه المقالة – لم أر في حياتي طوال قرابة عقدين – أحياني الله ذي الفضل و المنة فيهما – لمسة أخيرة خيرا و أفضل من اللمسة الإنسانية فهي ترقى بالشخص – الذي يتمتع بالإنسانية – إلى درجات العلا و مراتب الرفعة – بلا مجاملة أو مبالغة أو مغالاة في القول – كما أنه يكفي أن هذا الشخص – في كل مشهد من حياته – يتصرف نفس التصرف و يسلك سلوكا واحدا و يتعامل أيضا بتعامل واحد و السبب في ذلك أن الإنسانية ثابتة على مر الزمان وباختلاف الأماكن والبشر و هي من تحضه – بقوة و بشكل رئيس – ليسلك مثل هذه السلوكيات لا تتغير فلماذا تتغير تصرفاته هو !؟

وعلى كل حال – متابعي الكريم و متابعتي الكريمة – على من يود منكما أن يكون صاحب اللمسة الأخيرة فلا بد وأن يكون إنسانا – بشكل أو بآخر – وكفى بإنسانيته لمسة أخيرة في عمله و في علاقاته و في أفعاله و في كلامه و في عمره وحياته و في كل شيء و سوف يظل الحديث عن الإنسانية كلاما يستحق الإشادة – عن جدارة – طبتم و طابت أوقاتكم بكل خير ويتجدد اللقاء بي وبكم في مرة لاحقة مع التحية … ❤️

شاهد أيضاً

إنجي عمار تكتب: قبل ودبر..!

عدد المشاهدات = 6828 قبل ودبر بضم الحرف الاول من كلتا الكلمتين. كلمتان بينهما تضاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.