الأحد , 28 أبريل 2024

لماذا الأوكتاجون..؟

= 5925

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

أرجو أن ينتبه القارئ الكريم لهذا السؤال جيداً … ماذا يحدث إذا تم تنظيم هجمات إلكترونية استهدفت فى وقت واحد كل محطات الكهرباء والمياه والمستشفيات والمطارات والمؤسسات الأمنية والجيش والبنوك وكل مؤسسة تعتمد فى عملها على الانترنت؟  هذا يعنى ببساطة (شلل الدولة).

السؤال الذى يليه هل يمكن أن يحدث هذا ؟! أو هل حدث هذا بالفعل ؟!

(الاجابة نعم حدث ) ونعطى مثال حقيقى لنوضح أكثر … فى شهر مايو 2017 حين إنتشر فيروس إسمه (وناكرى ..WANNACRY) حينها أوقع النظام الصحى فى بريطانيا وتم فقد 19  ألف موعد طبى كان بينها مواعيد عمليات جراحية وتم إلغاؤها لانها ببساطة اختفت من (السيستم ) كل هذا حدث فى لحظة بواسطة شخص مجهول ربما كان يجلس فى غرفته يشرب عصير وأوقع مؤسسة صحية بالكامل فى بلد عملاق مثل بريطانيا العظمى !!

ونعطى مثالا أخر لتتضح الصورة ويتضح الخطر… فى عام 2017 أيضاً قامت روسيا بإطلاق فيروس اسمه ( نوت بتيا .. NOTPETYA) أوقع بنك أوكرانى فى 45 ثانية و 4 مستشفيات فى العاصمة و 6 شركات طاقة ومطارين و 300 شركة فى مختلف المجالات و 22 بنكا و أجهزة الصراف الآلى (ATM) و أجهزت الكي نت و 10% من أجهزت الكمبيوتر فى أوكرانيا بالكامل أصبحت غير صالحه للاستعمال.

باختصار الحياة فى أوكرانيا توقفت تماماً وأُصيبت بالشلل التام نتيجة فيروس أطلقه هاكر ربما كان جالسا فى غرفته يغازل زوجته !!! فأوقف دولة بكاملها ، كل هذا حدث دون أن يحتاج الجيش الروسى أن يطلق رصاصة واحده أو يفقد جنديا واحدا ، والعجيب أن الفيروس لم يتوقف عند أوكرانيا فقط بل وصل الى 4 مستشفيات فى ولاية بنسلفانيا الامريكية ، ومصنع شوكولاته فى أستراليا وأوقع شركة ميرسك عملاق النقل البحرى و شركة ميرك لصناعة الادوية وشركة إنشاءات فرنسية وبسبب هذا الفيروس خسائر تلك الشركات تجاوزت مليارات الدولارات.

وهنا يأتى أهمية الأوكتاجون فهو وكما أسماه الرئيس السيسى ( أن هذا سيكون عقل البلد ) (عقل الدولة الالكترونى) ولكن للاسف لم نتوقف كثيرا أمام تلك الجمله المهمه والخطيرة – نوضح أكثر – هذا المبنى والذى سيحوى (عقل الدولة ) مبنى الاوكتاجون يضم 6 مراكز فى غاية الاهمية.

المركز الاول هو مركز تنسيق شئون دفاع الدولة … وهذا المركز مسئولا عن ضم وحفظ وحماية كل بيانات المؤسسات الامنية والجيش بمعنى أن كل تلك المؤسسات سيرتبط السيستم الخاص بها بسيستم هذا المركز كى يصب فيه (بمعنى أن أى موظف فى أى مكان فى الجمهورية يعمل فى مؤسسة أمنية أو عسكرية  بمجرد ما يُدخل أى بيانات فى الجهاز الذى أمامه  فى مكتبه تدخل تلقائياً أيضاً فى سيستم هذا المركز ) وهذا يعنى وجود نسخه أخرى لكل تلك البيانات فلا يحدث أى أرتباك فى حالة حدوث أى هجوم أو إختراق متعمد سواء من هاكر عادى (هاوى) او هجمات منظمة يقف ورائها دول وأجهزة مخابرات.

المركز الثانى … المركز الاستراتيجى والذى يضم كل بيانات مؤسسات الدولة ،حتى اذا تم إختراقها أو سرقتها ،سيكون لدينا نسخة أخرى فى هذا المركز الذى يحميه الاوكتاجون (وزارة الدفاع المصرية ) وبالتالى الاوكتاجون بيحمى أى مؤسسة إنها تتعرض لما تعرض له النظام الصحى البريطانى.

المركز الثالث .. مركز تحكم للجهاز الادارى للدولة.

المركز الرابع … مركز تحكم لحالات الطوارئ.

المركز الخامس .. مركز تحكم لضمان إستقرار الاتصالات فى الدولة ، بمعنى حماية كل الاتصالات وحمايتها من الاختراق . فلا يمكن أن يقع سيستم البنوك مثلاً او أجهزة (ATM) بمعنى آخر سيحمى الانترنت نفسه.

المركز السادس .. مركز لتخزين المُنتجات الاستراتجية والتى يحتاجها الشعب فى حالات الطوارئ وتجد الدولة إحتياجاتها دون الحاجة الى الاستعانه بأحد او الاستدانه من أحد.

أخيراً… أقول إننا ومنذ زمن كنا نحتاج الى مثل هذا الكيان .. هكذا هى الدول أيها السادة .. فلا تقع دولة بكاملها تحت رحمة فيروس أطلقه شخص وهو يشرب فنجان قهوة فى شرفة بيته.

حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً

شاهد أيضاً

مسدس - جريمة

بعد حكم إعدام المتهمين…قرار جديد من محكمة النقض في قضية مقتل الإعلامية شيماء جمال

عدد المشاهدات = 7168 قررت محكمة النقض، اليوم الإثنين، حجز طعن المتهمين أيمن حجاج، وحسين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.