الأحد , 28 أبريل 2024

للأسرة..المكانة الأولى أم الأخيرة فى حياة الأبناء؟

= 1674


eman-dwedar

تكتبها: د. إيمان دويدار 

 

نودع عاما ونستقبل عاما جديدا  ، عام مضى والكثير من أطفالنا يتعرضون للقسوة والعنف من قبل أحد والديهم أو الاثنين معا  ، وكثيرا من الاضطرابات النفسية ، و"النفس جسمية"  التى يكتسبونها كنتيجة طبيعية لا مفر منها من جراء المعاملة الوالديه غير الآدمية لهم  ، ولما لا فقد تردد على فى مقر عملى بالمستشفى حالات من الأطفال لأسر شديدة الإهمال لهم،   اذ بينهم مسافات بعيدة  عنهم بعد القاهرة عن أسوان  ، فالأم لا تدرك أن ما تعانى منه ابنتها المراهقة ذات الأربعة عشر عاما من قلق وتشتت وعدم تركيز هو من معاملتها لها التى تتطلب من الإبنة المراهقة أن تهتم بالأسرة بأكملها..

فالأم تحملها عبء الطبخ وعمل الطعام على مدار اليوم وبصورة يومية،  إضافة إلى تحميلها عبء آخر وهو المذاكرة لأخيها الأصغر والذى يبلغ من العمر 7 سنوات ، فتقوم البنت بتحمل تلك الأعباء التى لا تناسب مرحلتها العمرية  ، كما أن تراكمية ذلك خلق لدى الابنة شعور رفض لمدرستها والإصرار على عدم الذهاب لها، وبرغم أن محاولات والدتها بالإلحاح عليها ومحاولة اقناعها أن التعليم هو مستقلها الذى يجب أن تحرص عليه، ومن منطلق أن والدها الذى يعمل بأحد المراكز المرموقة هو مثلها الأعلى ، والذى بدأ فى إهانتها والتقليل منها أمام الناس سواء الأقارب أو أصدقائها والذى انتهى به الأمر بضربها ضربا شديدا  (ليكسر لها دماغها الناشفة ) كما جاء على لسانه لى  … إلا أن كل ذلك لم يجدى معها شيئا، ولم ولن يأتى بالنتيجة المرجوة بالنجاح فى اقناعها بالذهاب إلى المدرسة واستكمال دراستها.

تريد هذه الأسرة بناء ابنتها بعد أن ساهمت بقصد أم بدون قصد فى هدمها ، ونسوا أن إعادة البناء بعد الهدم أمر مرهق للغاية وله صفة الصعوبة إن لم يكن مستحيلا فى بعض الحالات التى لا أتمنى أن تكون هذه الحالة منهم ، وحملوا طفلتهم المراهقة مسؤليات أنستها طفولتها و مرحلتها العمرية التى تمر بها والتى تخص أحلام البنات فهى من حقها أن تمارس رياضة تختارها لتنمى لديها القدرات الذهنية،  و أن تحدد مواعيد لمقابلة صديقاتها فى أوقات الإجازة ليكون ذلك متنفسا لها بعد إرهاق المذاكرة والتحصيل الأكاديمي ، كذلك من حقها أن تجلس بغرفتها وتحلم بفارس الأحلام لا من أجل أن تصيبها أحلام اليقظة والتى تريد فيها أسرة أخرى تعاملها المعاملة التى تروق لأحلامها واحتياجاتها وحياتها فى هذه المرحلة العمرية. 

إضافة إلى أن مثل هذه الأسر، قد اتفقت بشكل أو بآخر على أن يكون ترتيبها الأخير فى حياة أبنائها، فلا يعبرون عن تلبية احتياج حقيقى لهم  ، فيصبحون مجبرين على هذه الحياة حتى تأتى لهم الفرصة المناسبة للنجاة من هذه الأسرة،  وقد تكون هذه النجاة وهمية أو كاذبة، ولما لا فقد تتصور الإبنه انها بمجرد الزواج بأول انسان يدق بابها أنه جاء إليها ممسكا بطول النجاة، ولكنه قد يكون فى الحقيقة هدم مكرر، وهنا تكون الكارثة  ، لأنه عندما يحدث ذلك سنجد أمامنا حطام انسانة وقعت فى حفرة الاضطراب النفسى كنتيجة طبيعية للهدم المتكرر.  

وهنا ستصبح الأسرة بالفعل في المرتبة الأخيرة أو بعد الأخيرة فى حياة أبنائها  مثل ترتيبنا فى مستوى التعليم، ولما لا فنحن الدولة بعد الأخيرة تصنيفا على مستوى العالم. 

وأخيرا..أدع لكل أسرة الاختيار  ، اختاروا أعزائي الأمهات والآباء ، ونحن على مشارف عام جديد بين أن يكون ترتيبكم الأول أو الأخير فى حياة أبنائكم. 

وكل عام وانتم وابنائكم بخير وسعادة 

————–

* استشارى الصحة النفسية للأسرة.

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 370 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

تعليق واحد

  1. مشكلة تربية الأبناء فى هذا الزمان هى سعى الأب وآلام لتوفير المال اللازم للأبناء 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.