الخميس , 26 يونيو 2025

في يومها العالمي..المرأة المصرية تشكو من العنف والقهر!

= 1003

مواطنات: القهر يبدأ من الأسرة مرورا بالشارع وحتى أماكن العمل

د. هدى مصطفى: المرأة التي تتعرض للعنف تتصرف مع أبنائها بنفس الطريقة


يارا الهادي

logoرغم اننا نعيش فى القرن الواحد والعشرين، مازال العنف ضد المرأة يمارسه البعض كسلوك همجى تبرره أحيانا العادات والتقاليد الخاطئة، والنظرة المغلوطة لدى الرجال بأن المرأة كائن ضعيف.

ويأتي العنف، في صورة أفعال وممارسات أو كلمات تؤذى المرأة من قبل الذكور لاحداث ايذاء نفسى أو الم جسدى للحرمان من حقوقها. فهو له عدة أشكال ومسميات قد يكون عنف مادى او معنوى (جسدى او لفظى) واكثر اشكاله خطورة هو العنف الأسرى والمجتمعى .

وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 مارس من كل عام، قامت "حياتى اليوم"، بسؤال العديد من السيدات عما اذا كانت المرأة المصرية مازالت تتعرض للعنف والقهر ام ان المؤسسات والقوانين تكفي لحمايتها من التعرض للعنف؟

تقول ريم عفيفى "مهندسة": انا شايفه إن المرأة مازالت تتعرض للقهر وللأسف حتى القوانين لا يتم تطبيقها..بالنسبة للعنف أنا أكتر من مرة بنات يكلمونى على "فيسبوك" من حساباتهم ومن حسابات مزيفة عملوها مخصوص للغرض ده، وبيحكولى على تعرضهم لعنف وأذى جسدى من ضرب بيوصل لكسور وكدمات لختان غير تحطيمهم نفسيا واقناعهم بكلام من طراز "أنتى مش فالحة فى حاجة و آخرك خدامة".

أما مؤسسات حماية المرأة ضد العنف أنا شخصيا مالجأتش ليها قبل كده، ومعرفش الآلية اللى شغالين بيها، وبالنسبة للمواقف الشخصية اللى بتشكل قهر فأنا الحمد لله اتربيت مع أهل بيحترمونى وبيحترموا فكرى و حريتى… المجتمع لو حسيت بقهرفى كل مرة بركب المترو فى عربية سيدات وألاقى رجالة واقفين ولما أحاول أنزلهم الستات هما اللى يتخانقوا معايا..وزمان وأنا صغيرة شوية كنت بحس بقهر من سلبيتهم لما أقابل متحرش ولما أزعق وأعمل دوشة الناس تفضل تعدى جنبى كأنى مفيش حاجه ودا  علمنى آخد حقى بدراعى و ما استناش حد يساعدنى.

وبالنسبة للعمل فى أحيان كتير لما بكلم شركات أسأل على وظيفة..من غير ما يعرفوا خبرتى أو إمكانياتى فى الشغل، أتفاجىء إنهم بيقولوا لى "مش بنشغل بنات".

سلب حقوق المرأة

أما رنيم محمد ..طالبة بكلية طب القصر العينى، فتقول: نعم مازالت المرأة تتعرض للقهر بجميع أنواعه، منه التحرش الجنسى، المعاكسات، عدم إحترام المرأة بشكل عام، الرجال ينظرون إليها كأنها كائن بدائى لا يجيد شئ سوى العمل المنزلى، كما ان حرية المرأة كشكل وكشخصية مسلوبة، مازال الرجال يسيطرون عليها.

وتقول ايناس كلارك: طبعا المرأة بتتعرض للقهر من بيت أهلها وشغلها وزوجها فهى بتتعرض للضغوط والقهر، وللاسف ومش واخده حقها. وبالنسبة لى متعرضش للمواقف. بس أكتر من المواقف بتأثر فيا، البنات والستات و التفرقه في المعامله بينهم وبين اخواتها الذكور، وان اخوها الاصغر منها بكام سنة من حقه يتحكم فيها.

وكمان فى اختيارها لكلية او الدراسة اهلها هم اللي بيختاروا، وهي ملهاش اى حرية فى الاختيار على اساس انهم يعرفوا مصلحتها اكتر منها. وفى اختيارشريك الحياة مش من حقها تختار اهلها بردو هم اللي بيختاروا وجوزها بقى يكمل عليها، وهى فى بيت جوزها القرار الاول والاخير بيد جوزها حتى لو كان قرارها صح هو بردو اللى يختار ويحدد.

هند الراوى "محاسبة فى شركة سياحة"، تقول: البنت بتتعرض للعنف والقهر من الأسرة والمجتمع، والقوانين لن تفعل شيئا ولا تغير الواقع، فظاهرة العنف ضد المرأة مازالت موجودة، وظهرت  مؤخرا بشكل متزيد. يعنى البنت لو عندها عدت العشرين بكام سنة تبقى عانس ولازم تتجوز وممكن تبقى "زوجة ثانية" المهم انها متبقاش عانس .

وتقول نيرة: المرأه طبعآ بتتعرض لقهر في معظم الماجلات، اقل شي  اللى بيحصل ليها تحرش فى الشارع، ونظره الناس ليها بتبقى ازاى، ولما محدش بيساعدها وهي بتحاول تجيب حقها بأديها الناس بتلومها. وفى البيت أهلها هم اللى يختاروا ليها كل حاجة، تدرس ايه، وتتجوز مين، وملهاش حق فى اختيار اى شئ فى حياتها.

أسباب العنف ضد المرأة

وتعليقا على هذه الآراء، تقول الدكتورة هدى مصطفى عبدالوهاب الأستاذة بكلية العلوم، ومقرر المجلس القومى للمرأة بأسوان: ان ظاهرة العنف ضد المرأة انتشرت في مصر بشكل ملحوظ بعد ثورة 25يناير، وهذا يرجع لعددة أسباب، وهى عدم ادراك الناس للمعنى الصحيح للحرية والديمقرطية وممارستها بشكل خاطئ، والغياب الأمنى وجعل الناس تفعل ما تشاء، وغياب القيم والأخلاق من البيت والمدرسة.

وأوضحت، ان أبرز أشكال العنف ضد المرأة يتمثل في العنف الجسدى واللفظى والعنف عن شبكات التواصل الاجتماعى والهاتف ومضايقة الفتيات وسمع الالفاظ البذيئة. وايضا العنف الاسرى من الاب أو الاخ والزواج ضد المرأة، وحرمان السيدة من  حقها فى الميراث، ومع انخفاض الحالة الاقتصاية للاسرة تحرم الفتاة من التعليم بحجة أن (البنت آخرتها الجواز).

Hoda Mustafa

د. هدى مصطفى

وقالت د. هدى مصطفى، ان التحرش الجنسى يعد من أشكال العنف ضد المرأة ايضا، وقد يكون باللمس أو باللفظ خصوصا فى الشارع حدث ولا حرج وبالذات (طلاب المدارس).وبعد الثورة كان بيتم القبض على متحرشين ولكن مع غياب الامن لايتعرضون للعقاب.

كما يتحكم الأب او الأخ فى حياةالفتاة فى تحديد قرارتها الشخصية كالزواج او الطلاق، وحتى ان كانت زوجها يتتطاول عليها بالضرب أو الالفاظ البذيئة أو بخيل وتتحمل خوفا على اولادها ولكن حاليا الفتاة تتجرأ ولها حرية الاختيار.

ومن الحالات التى رصدها المجلس مديرة مدرسة بمركز ابوسمبل السياحية باسوان، تتعرض للمضايقة من وكيل المدرسة بالالفاظ البذيئة، وبتقديم العديد من الشكاوى الكيدية ضدها، وتقدمت مديرة المدرسة بشكوى للمجلس القومى للمرأة لما تتعرض له.

وعن تأثير العنف على المرأة، تقول: بالطبع يؤثر العنف على المرأة وتكون له عواقب سلبية على حياتها واولادها تدمر نفسيا، ويؤثر بذلك على اولادها ونتيجة لتعرضها للقهر والعنف والضرب وتتصرف مع اولادها بنفس الطريقة وبذلك يصبح الاولاد مضطربين نفسيا.

وأكدت د. هدى مصطفى عبدالوهاب، ان المجلس القومي للمرأة يبذل مجهوادت كبيرة فى لبذ العنف، ويقيم عشرات الندوات والمؤتمرات والاجتماع بالرئدات الريفيات لتوعية السيدات، ومناقشة الاحداث الجارية مثل الانتخابات البرلمانية، وندوات خاصة بالتعليم والصحة والارهاب والعنف ضد المرأة والتحرش الجنسى. كما يقوم بمساعدة السيدات الفقيرات فى استخراج بطاقة الرقم القومى لان المجلس هو المصدر الوحيد لتعبير عن هوية المرأة.

ويقدم المجلس المعونة للمرأة التى تتعرض للعنف لمحامى او مكتب حقوق الانسان او بعمل محضر فى قسم الشرطة اوالاتصال بالخط الساخن لوزارة الداخلية، ويعمل المجلس على رفع الحالة الاقتصادية والصحية والتعليمية ليس للمرأة فقط بل للاسرة ككل.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: حين يُصبح البُعد قرباً

عدد المشاهدات = 9171 أحياناً نتساءل لماذا لم تستمر بعض العلاقات بنفس القوة والانسجام؟ ولماذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.