أصبحنا بزمن لا يصغي أحد لغيره فكل مننا يدور بفلك نفسه لا ينصت إلا لصوت عقله هو فقط على الرغم انه يجب ان ننصت لبعضنا البعض ونسمع نصائح من حولنا جيدا فلربما غيرنا بمر بتجربة مشابهة وتصرف بشكل خاطئ ويريد ان يحذر غيره حتى لا يرتكب نفس الخطأ ولكن للأسف اصبح لا يوجد ثقه متبادلة بين البشر وبعضهم البعض فكل شخص يشعر ان من حوله ضده ولا يتمنون له الخير واذا قاموا بتقديم النصيحه له فلربما انهم يريدون السوء له او عدم نجاحه او وصوله لاهدافه حتى اذا كان هؤلاء الاشخاص هم اقرب الناس له من الأهل او الأصدقاء المقربين.
وفى الحقيقة انا لا استطيع ان انصحكم اعزائي بالثقه المطلقة فيمن حولكم فمن المحتمل ان نجد حولنا الحاقدين والكارهين ممن يرتدون قناع المحبه والود لذلك يجب ايضا ان نكون حريصين بعض الشيئ ولكن ما اقصده هنا هو انني لا ارغب ان يعيش كل مننا داخل قوقعة افتراضية وان ننعزل فى عالم افتراضي خشية التعامل مع من حولنا وان نغلق اذاننا عن اي نصيحة اومشورة يقدمها لنا الأخرون، لانه مازال يوجد حولنا قلوب نقية ونظيفة تتمنى الخير لمن حولها وتقدم النصيحه من اعماق قلبها وبغرض الخير لمن حولهم.
لذا كل ما أتمناه منكم أعزائي ان تسمعوا لآراء غيركم جيدا وان تستشيروا من تثقون بحكمتهم ورجاحة عقلوهم فى اي مشكله تتعرضون لها و تحتاجون ايجاد الحلول المناسبة لها حاولوا ان تستعينوا بمن مر بنفس المشكله ونفس الظروف التي تعانون منها لانكم ستجدون عندهم اراء مبنية على تجربة فعلية مع الأخذ فى الاعتبار الفروق فى الظروف والملابسات المحيطة بكم وبهم ان وجدت خذوا من نصائحهم ما يناسب وضعكم الحالي حللوا كلامهم جيدا وخذوا منه ما يناسبكم.
في الماضي كانت توجد مقولة مآثورة تترد كثيرا الا وهي (اسأل مجرب ولا تسأل طبيب) ومضمون هذه العبارة ان من مر بنفس الالم يستطيع ان يفيدك بخبرته وان يعفيك من جزء كبير من هذا الألم،، مع اعتراضي بالطبع ان نأخذ هذه العبارة على مطلقها فيوجد بعض الأمور التي يجب ان نستشبر فيها أهل العلم اولا مثل بعض الحالات المرتبطة ببعض الامراض النفسية او الصحية ولكن المقصود هنا هو التجارب الحياتية ومعظمنا من جيل الوسط يتذكر بريد الجمعه للكاتب الكبير عبد الوهاب مطاوع بجريدة الاهرام كنا ننتظره لنستمتع بقراءة نصائحه القيمه للقراء الذين يستشرونه لمعاونتهم فى حل مشاكلهم ولطالما امتع الجميع بحكمته ورؤيته المختلفه فى اي مشكله تعرض عليه.
لذلك أعزائي لا تبخلوا على انفسكم او غيركم بسماع النصائح وايضا تقديم النصح للغير فكل مننا يحتاج للأخر ونحن نعيش مع بعضنا البعض لكي نساند من حولنا ونساعدهم وايضا لاننا نحتاج لغيرنا دائما نحتاج لمن يسمعنا بعقله وقلبه نحتاج لمن يتفهمنا خصوصا بأوقات ضعفنا لذا رجاءً “اسمعوا لبعضكم البعض جيدا”.
————————
* كاتبة وإعلامية.