الجمعة , 3 مايو 2024

علا عبدالرشيد تكتب: زين ..!

= 1620

Ola Abdul Rasheed


"آه منك أيها القرد الصغير" أطلقتها بعد أن بلل ابن أخي ملابسي وأنا احمله..  فقد تسربت فعلته من البامبرز لتظهر آثارها فورا علي وكأنني أنا من فعلتها.

أخذته مني والدته لتستبدل غياره بينما مكثت أنا حائرة فيما يجب أن افعله،  فقد كنت في زيارة سريعة لهم ولم اقدر أنني قد احتاج لاستبدال الملابس،  حتى قررت بعد طول حيرة أن اتركها لتجف دون تدخل .

وأشفقت علي من سيجلس إلي جواري في رحلة العودة من الإسكندرية حيث يقيمون،  لكن الحمد لله،  أن فعلة زين وهو اسم هذا الشقي.. لم تكن ذات رائحة بعد أن جفت لأن عمره لا يتجاوز الثلاثة أشهر ولذلك فهو يكتفي حتى الآن بوجبته من اللبن،  الأمر الذي يجعل أفعاله بدون رائحة..

المهم فقد عاد الصغير بين يدي بعد أن تكفلت أمه بنظافته لأداعبه ، وكان قد اتخذ قرارا بالنوم فراح يتلوي بين يدي غير مستقرا ، وأنا اهدهده،  حتى فتح فمه عن آخره ليتثاءب ثم صرخ باكيا بعد أن آلمه فتح فمه.

ضحكت عليه وحاولت إسكاته وأنا أتذكر أبوه أو أخي فقد كان يفعل ما يفعله ابنه عندما كان صغيرا..  فسنوات العمر التسع التي تفصل بيننا جعلتني قادرة علي الاهتمام به منذ ولادته مع أمي وبعد رحيلها بعد ولادته ببضعة أشهر وهو ما جعلني أمارس عليه أمومة مبكرة استمرت حتى الآن رغم زواجه وإنجابه .

منحتني هذه الأمومة سعادة كبيرة غير أنني لم أفكر إذا كنت منحته سعادة بتلك الأمومة أو أديت دورا كان بحاجة له أم لا؟ 

لكنني واعترف أن والد زين اقرب إخوتي إلي نفسي وليس أحنهم فجميعهم في نفس المنزلة لأنه أقربهم مني في الطباع والهوايات والشخصية ربما بحكم نشأته بين يدي ولذلك فغضبي منه يكون شديدا عندما يخطئ حني أنني ابكي إذا ما اختلفنا وبالطبع ليس أمامه.

وحتى الآن أراه ذلك الطفل المدلل "مشمش" هكذا كنا نناديه، ولا اصدق انه كبر وأصبح مسئولا عن أسرة أولي ثمارها ترقد بين يدي ونظرت إلي وجه زين الصغير فوجدته قد استغرق في نوم عميق كالملائكة كما كان أبوه..!

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 10702 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.