بين الاحتياج والاحتواء مشاعر لاتروا فهي أشبه ما يكون بقيمة الصفر بمفرده وبين الصفر أمام جميع الأرقام. فالاحتياج والاحتواء يشكلان ميزان الإنسان فهما يجسدان انتزاع الروح من الجسد ودب الحياة فيه مرة أخرى.
فكونوا رحماء بينكم فرب السماء هو الواحد القادر على فعل ذلك الأمر.
وما دوركم في الحياة إلا احتواء الناس على قدر إنسانيتكم أنتم لا على قدر الإنسان المحتاج لكم فقد يكون هذا الإنسان لا يستحق منك ذلك أو لا تعرفه حتى تشمله وتحتويه. وهنا تكون إنسانيتك هي الحكم في مثل تلك المواقف وعلى قدر احتواءك للأخر تتشكل إنسانيتك.
فكن إنسان تكن أسعد الناس لك ولغيرك. فكمْ من محتاج فقد إنسانيته في سبيل الحفاظ على حياته وحياة من يحب بقبول أمر لا يرضاه دينه أو ضميره. وكمْ من صاحب شأن فقد إنسانيته في سبيل إذلال غيره بنفوذه وسلطته.
فكونك إنسانا ليس بسهل ولكنها معادلة تتحقق فيك عندما تستطيع أن تجعل كفة الاحتواء لديك أرجح من كفة الاحتياج في تعاملك مع الناس… فقط كن إنسانا تكن أسعد الناس لذاتك ولغيرك.
———————–
كاتبة ومحاضرة في التنمية البشرية وتطوير الذات