حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
تعانى الكثير من الزوجات بذاءة زوجها، ويسبب لها إزعاج شديد يصل فى عدد ليس قليل من الحالات الى الطلاق، ومبررهم فى طلب الطلاق هو إنه كيف للمرئ أن يحيا مع شخص بذيء اللسان، ولكن ليسمح لى القارئ الكريم وقبل البدء فى الحديث عن هذا الامر وطرق علاجه، لا بد من رساله للقادمين على الزواج وكى لا يقعوا فى تلك المشكله عليهم أن يبذلوا جهدا حقيقيا فى فترة الخطوبه لاستكشاف من سوف نرتبط به، ولا نضيع وقت الخطوبه فى الرومانسيات والكلام المعسول فالخطوبه لم توجد لهذا وإنما هى مرحلة استكشاف كلا للاخر، حتى لا ناتى نشتكى بعد فوات الاوان!!! ويجب أن نتاكد أن القلب خفق لإنسان يستحق وليس لحبيب يستحق، لاننا حين نكتشف إنسانيته العظيمة سنحبه، لان الفتاه اذا تزوجت شاب تحبه وهو سيئ السلوك ستاتى بعد فترة قصيرة سترفض سلوكه السيئ وسترفض حبه لها وحبها له وهنا تاتى المشكلة، لانها ستكون فى صراع بين الحب وسوء السلوك، لذلك كان الافضل أن تتزوج بشخص حسن الخلق والسلوك وهذا سيدفعها لحبه لانها ستجد إنه يستحق الحب، وربما هذا ما دفع الشاعر أن يقول على لسان تلك الضحايا (رباه بذاءة لسانه تعذبنى… فكيف أنجو من البذاءة رباه… أءدعى أنى أصبحت أكرهه وكيف أكره من فى الجفن سكناه… وكيف أهرب منه إنه قدرى وهل يملك النهر تغير مجراه) (وهذا هو الصراع النفسى بين الحب ورفض السلوك السيئ)
أيها السادة… إذا اشتكت الزوجة من بذاءة الزوج فعليها أولا أن تسال نفسها عدة أسئلة قبل أن تأخذ أي قرار
1/ هل وصلت بذاءة الزوج إلى حد تستحيل معه الحياة، أم أن الأمر بسيط ويحتمل ومن ثم يمكن التحدث معه ودفعه لتغير نفسه وسلوكه
2/ ما حجم البذاءة مقابل الحب الذي بينهم، نعم هناك من الأزواج تجده يحب زوجته وحنون عليها ويرعاها إلا إنه بذيء اللسان بطبيعته، وهنا لزاما على الزوجة أن تقيم الأمر وتنظر أي كفه من الكفتين ترجح لديها، الحب والرعاية أم البذاءة؟ فربما تحملت البذاءة واعتبرتها عيبا من العيوب مثل البخل والانطوائية إلخ إلخ، التي يمكن أن اتكيف معها ملتمسه له العذر مقابل حبه ورعايته وحنانه.
3/ هل البذاءة سلوك جديد على الزوج أم إنه هكذا منذ البداية؟ فإذا كان سلوكا جديدا فعلينا أن نبحث عن سبب هذا لأنه ليس سلوكا أصيلا فيه، فربما كان تحت ضغط نفسي أو مادي أو حتى ضغط اجتماعي فترجم هذا الضغط بهذا السلوك المرفوض، فعلي الزوجة أن تدرك هذا وتدرك إنه أمر مؤقت نتيجة سبب طارئ ومؤقت أيضا
4/ أحيانا تكون البذاءة أمرا طبيعيا في مجتمع الزوج، مثل ضرب الزوجة أو شتمها، ولو أن الزوجة من نفس المجتمع والبيئة ما رأيناها تشتكي، وإذا الزوجة من بيئة مختلفة فكان لزاما على الزوج أن يتحدث بلسان بيئتها ومجتمعها وكان لزاما عليها أن تسمع بأذن بيئته ومجتمعه.
5/ على الزوجة أن تدرك أن البذاءة تظهر بشكل واضح في من ينتمون إلى الشخصية السيكوباتية الإجرامية والشخصية النرجسية وهذا الإنسان تكون البذاءة مسيطرة على كل ملامح حياته وتعاملاته، وكان لزاما على الزوجة أن تكتشف هذا أثناء الخطوبة، لان البحث عن حلول الآن أمر صعب ومعقد للغاية، فكيف لنا أن نغير إنسانا مثل الذي نشأ وتربى على هذا السلوك، فعليها أن تبحث عن أي أحابيه فيه تجعلها تتحمله وتتكيف مع بذاءته.
هناك الشخصية المزاجية تكون البذاءة حسب الحالة المزاجية التي يمر بها، فإذا كانت حالته المزاجية مستقرة كان رائعا، وأما إذا كانت حالته المزاجية غير جيدة تظهر البذاءة بشكل واضح، لذلك على الزوجة أن تتفهم هذا وتدركه لأن إدراكها لحاله زوجها سوف يقلل من الأثر السيئ لبذاءته عليها نفسيا، وعليها أن تجتهد في أن تتجنبه أثناء حالته المزاجية غير المستقرة وغير الجيدة.
أخيرا… رسالة إلى الزوجة… إن العيش مع الزوج البذيء أمر صعب، لذلك اجتهدا دائما في أن تساعديه على إدراك عيوبه حتى يسعى هو إلى التغير من نفسه، وعلي الزوجة أن تمنحه دعما إيجابيا… ثم عليها أن تنظر إلى حالها هي أيضا فربما كانت هي من تدفعه لتلك البذاءة فربما كانت هي كثيرة الشجار مع الزوج أو كانت كثيرة الغيرة والشك مما يدفع الزوج لإخراج أسوأ ما فيه تجاهها… وعليها أيضا إذا صعب الأمر أن تلجأ إلى متخصص ليرشدها ويساعدها.
حفظ الله أسرنا وأبنائنا… حفظ الله مصر… أرضا وشعبا وجيشا وأزهرا
——————————————————————–
* مدرب معتمد للاستشارات الأسرية والزوجية.
