الأحد , 5 مايو 2024

شاهندا البحراوي تكتب: خليك سند حقيقي!

= 2292

الكلمة دى أول ما بتتسمع بنشعر بثقة كبيرة وفخر من عمق معناها..وأوقات كتيرة بنكون محتاجين نقعد مع نفسنا ونفكر شوية..هو احنا فعلا سند لحبايبنا ولا مجرد لفظ مجازى بيتقال.. لكن فى الحقيقة بنكون عاملين زى خيال المآتة اللى موجود فى الأراضى الزراعية لحماية الأرض من أي عدو خارجى.. منظر فقط بنخوف بيه أى حد غريب.. بس فى الحقيقة وجوده زى عدمه.. مجرد شكل عمره ما نفع الأرض بشئ.. ولا عمره زود محصول ولا حتى ساعد الأرض فى أنها تكون خصبة أكتر..

ولفظ سند مش مرتبط بالرجولة فقط..اللفظ شامل الأسرة بأكملها سواء كان أب أو أم أو أبناء

محتاجين نقف هنا ونسأل نفسنا شوية أسئلة:

هل الزوج فعلا سند لزوجته وأولاده؟
هل الزوجة سند لزوجها وأولادها؟
وهل الأبناء اللى طول الوقت بيدور على حقوقهم هو أنتم فعلا سند لأهاليكم؟

ولا اصبح كل تفكيرنا حاليا مقتصر على التفكير المادي.. الأب عشان يحس انه اكمل دوره على أكمل وجه أمام الأسرة والمجتمع.. أنه سابلهم شوية فلوس وبيوت علشان تحميهم ..وعلى فكره انا مش ضد فكره انك تأمن مستقبل ولادك بس ياريت قبل ما نأمن مستقبلهم بفلوس نأمنه بالأمان والإحتواء والحيطة اللى ميقدرش حد يكسرها.. الضهر اللى بجد اللى بنتسند عليه عشان منقعش.. الحضن اللى بيخلينا نقوى فى كل مره أكثر من الأول.. التفاهم اللى بيخلينا نحتوى بعض اكتر ما نيجي على بعض..

لا البيوت ولا الفلوس ولادك هيعرفوا يعملوا بيها حاجة طول ما هما ضعاف.. البيوت دى هتكون سجن ليهم مش حماية زى ما انتم متخيلين.. قبل ما نستثمر ليهم ياريت نستثمر فيهم.. حاول تبنى ولادك ومراتك صح عشان يوم ما تقع تلاقى اللى يسندك بجد ما يكسركش..

وبالنسبة لدور الزوجة أو الأم حاولى تبنى نفسك.. وتخلى زوجك وولادك يسعدوكى فى البناء دا.. متحاوليش تبقى هشة وكائن مستهلك عايش عشان ياكل ويشرب.. ونربى ولادنا ويصبحوا صورة مننا.. ونبرر دا بمقولتنا الشهيرة “أعظم دور للست هو بيتها”.. انا مش ضد الفكرة بس ضد تنفيذها.. خليكى صريحة مع نفسك بذمتك عارفة تبنى بيتك وولادك صح.. ولا كل دورك تلبسى وتأكلى وخلاص..

متحاوليش تكسرى قيمتك فى بيتك وتزعلى لما جوزك وولادك مع الوقت يعتبروكى عديمة الفائدة.. قبل ما تبنى جسمهم ابنى عقلهم وقلبهم.. ابنى ليهم هالة حماية مينفعش اى عدو يخترقها.. واعرفى أن زوجك هو إبنك الأول محتاج رعاية وإهتمام وإحتواء علشان ميدورش على أم تانية.. متحاوليش تتعاملى معاه على انه داخل “بنسيون” وبيدفع تمن قاعدته آخر الشهر.. عشان ميجيش وقت وتلاقى نفسك بتكتشفيهم بالصدفة بعد فوات الأوان!

أما بالنسبة للأبناء متعتبروش نفسكم انكم محتاجين الحماية.. وتتحولوا مع الوقت لكائن أنانى بياخد من اهله اكتر ما بيديهم.. ونبرر دا بأننا لسه صغيرين.. احنا جيل كبر قبل أوانه.. جيل عاصر وشاهد كل الثورات والكوارث.. وكان ليه دور كبير فيها ..قبل ما ندور على الحماية من أهلينا نفكر هل احنا كمان حميناهم.. وقايمين بواجباتنا تجاهم.. أهالينا اضعف مننا بكتير.. محتاجين هما كمان لكلمة شكر.. محتاجين لتقدير وتعبير عن حبنا ليهم.. محتاجين يحسوا بقيمتهم عندنا.. محتاجين لحضننا عشان نقويهم ونقوى بيهم ..محتاجين نحسسهم إننا فعلا كيان واحد مش كل واحد فينا فى إتجاه..محتاجين نحس معاهم بالأمان.. محتاجين سند ..ومحتاجين نكون ليهم اقوى سند..

ياريت نتعلم نكون سند لكل اللى حولينا.. بلاش نكون حيطة مايلة.. اى حد يسند عليها تكسره!

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 6178 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.