الجمعة , 3 مايو 2024

شاهندا البحراوي تكتب: إزدوجية المجتمع الشرقى!

= 1550

Shahenda El Bahrawy


أنا هتكلم النهارده عن مشكلة موجودة في العديد منا للأسف وهى الإزدواجية في الصفات والأفعال، والصفة دى إنتشرت في الآونة الأخيرة بشكل مبالغ فيه وبدأت تتوارث من جيل لجيل لدرجة إنها اصبحت عاده يومية، ولما نبدأ نواجه كل واحد فينا ونقوله إنه صاحب شخصية مزدوجة، بيكون رده التلقائي "لا "، بس لو ركزنا شوية في أفعالنا هنلاحظ ان كل واحد فينا شخص تانى غير نفسه عكس اللى جواه دايما بيكون جوانا حاجه ونعمل عكسها..

وفي النهاية اصبحنا في مجتمع مزدوج بطبعه أصاب العفن افكاره ومعتقداته، نشوف الراجل الشرقى دايما بيتكلم عن الحرية وإستقلالية المرأة وتعجبه المرأة الذكية اللى ليها طابع خاص في شخصيتها، وأول ما يبدأ مرحلة الإمتلاك يبدأ بوضع القيود وبقتل طموحاتها وأحلامها بالتدريج من غير ما يشعر، ويتعامل معها على انها كائن ناقص مش من حقه يعيش ويحلم ويواجه الحياه بكل ما فيها.. وطبعا في حدود اللى بتحددها الأديان السماوية..

 وهكذا الست تبدأ تحلم بفارس الأحلام وتحلم بالحرية والحب، وأول ما تبدأ في مرحلة الإمتلاك بتعتبره حاجة خاصة بيها لوحدها, مش من حقه ان يكون ليه متطلباته الخاصة, وان في ناس تانية ليهم حقوق عليه.. حضرتك اتجوزتى عشان كل واحد يكمل التانى مش عشان تاخدى واحد خارق للعادة يحققلك كل طموحاتك في غمضة عين، ولا واحد اهله ملهمش حقوق عليه.. بلاش منطق الإمتلاك اللى دمر حياتنا وخلانا نعيش الحياه بكل تعقيد..

ولو جينا للنوع التانى اللى دايما بيدور على الست الجميلة المهتمة بنفسها بشكل يثيرك، وأول ما يروح يتقدملها وترفضه عشان شكله معجبهاش، يبدأ مرحلة الإتهامات بأنها شخصية تافهة مع إنه إدى لنفسه الحق ومنعه عنها.. وهكذا الست اللى دايما بتحلم بالعريس اللى عنده كل متطلبات الحياه.. ولما تتصدم بصخرة الواقع تبدأ تتعامل بمنتهى القسوة.. وتقارن نفسها بالأخريات والنعيم اللى عايشين فيه.. وانها مش اقل منهم عشان تتجوز الجوازة دى.. بالرغم من انه كان صريح معها من البداية..طيب ليه منحولش الفكرة في انك تبدأ سوا تحقيق اللى بنتمناه..

والنوع التالت اللى بيخرج ويسهر مع اصحابه ويمشى مع كل بنت يقابلها وبيعتبرها روشنة.. واول ما يفكر في الزواج يفكر فـ اللى هتصونه، وبالنسبة للست اللى بتعمل حاجات كتيرة غلط ، واول ما الراجل يغلط تعمله محكمة، عشان هو مينفعش يغلط كأنه معصوم، وتبدأ تبصله بنظرة اقل، ونسيت تماما انه بشر من حقه يغلط ونصلح غلطاتنا سوا، لأنه دورنا الأساسي في حياتنا مع بعض اننا نصلح اللى بيتهدم مش نكمل عليه..

والنوع الرابع اللى ميسمحش لبنته أو مراته الخروج بلبس معين، لكن يسمح لنفسه انه ميسبش واحده غير وياكلها بعنيه، وميقبلش على رجولته ان حد من اصحابه ينادى اسم مراته أو اخته، لكن عادى لو اهان كرامتهم قصاد اي حد عشان هو الراجل.. وبالنسبة للست اللى تسمح لأهلها التدخل في حياتها بشكل مبالغ فيه، وتحكى ادق تفاصيلها ليهم، لكن لو جوزها عمل نفس الحاجة تبدأ الإتهامات والانتقاص من اخلاقه ورجولته، وتناست تماما ان حياتهم مش مشاع، وميصحش لأى طرف من الأهل انه يتدخل فيها.. وفي الآخر نبدأ كل واحد فينا يتهم ويحاسب التانى على غلطاته، ونسى يحاسب نفسه..

ياريتا نفهم إننا اتخلقنا علشان نكمل بعض.. مش ندوس على بعض!

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 5168 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.