الأربعاء , 1 مايو 2024

سهير حسين عمارة تكتب: أمة بلا هوية..!

= 2400

Sohair Emara


العرب أمة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لا تفعل !

كم كان يستفزني هذ التوصيف الذي أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي ديان حين أقرأه، لأنني كنت أظنه محض افتراء وتجني على أمة سادت العالم من الشرق إلى الغرب ونشرت العلم والمعرفة في وقت كان الغرب يعيش في عصور الظلام والجهل والمرض والتخلف..

 لكن مع مرور الزمن أدركت أن هذا الرجل وإن كنت أبغضه كل البغض، إلا أنه كان على حق في وصفه، فأجيال الأوائل خلف من بعدهم خلفٌ فتنوا بالنوم وبمتع الدنيا وملذات الحياة فضيعوا منجزات التاريخ وحين ضيعوها استكتبوا من يزورها لهم !

كم من الأخطاء الجسيمة التي نقع فيها بالتكرار دون أن نعتبر أو نتعظ من تكرارها ..كم ضحكت علينا الدول وجرتنا إلى حروب ونزاعات كنا وقودها نحن ومكتسبات أوطاننا حتى تحولت مدننا إلى كومة من التراب ووقعنا فيها أيضاً بالتكرار منذ حرب أفغانستان التي جرتنا أمريكا إلى أتونها فأحترقنا بنارها وبأيدي شبابنا الذين عادوا منها وهم ناقمون علينا بعد أن غُسلت أدمغتهم وألبوا على دولهم فعاثوا فيها بالتفجيرات والقتل والإرهاب.. وكنا نحن القاتل والمقتول والوطن معنا هو ضحية!

 ثم أقنعوا صدام باحتلال الكويت وأنهم لن يتدخلوا لمنعه باعتباره شأنا إقليميا لا يخصهم، فأقتنع لأن المقولة تنطبق عليه فقد كانوا يخططون لقتله ولإبادة جيشه الذي خرج من حرب إيران قوياً ومزهواً بنصره، وأخذ يهدد أمن إسرائيل فأاتخذ القرار في واشنطن بالقضاء عليه وأُخذنا قسراً إلى حرب استنزفت كل شيء ودمروا العراق وجيشه وسلموه لعدوه إيران لتعربد فيه بطقوس وثنيتها وتضع حكومات أشبه بعصابات المافيا وضاع العراق ولم نعتبر ولم نتعظ !

ولأننا لا نقرأ التاريخ استطاعت كونداليزا رايس من تمرير الفوضى الخلاقة تحت غطاء تحقيق الديموقراطية مستغلة مظلومية ويأس هذه الشعوب وكان هدفها تدمير منظومة الدول العربية وتحويلها إلى دويلات كنتونية تتقاتل فيما بينها دون أن تطلق أمريكا طلقة واحدة أو تخسر جندياً واحداً فقد كان القاتل والمقتول مننا والأوطان هي الضحية أيضاً !

ولأننا أمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم وإذا فهمت لا تطبق سنبقى ألعوبة في يد دول الغرب، تحركنا بالريموت كنترول وخير مثال روسيا التي تعربد الآن في أجواء سوريا ولبنان وتقتل الشعب السوري ورئيسه يتفرج وتغير مسار طائرات لبنان بكلمة من بوتين الذي باض له الديك بيضة ذهبية بفضل تخاذل أوباما وجبنه، فعادت روسيا إلى سابق عهدها رغم محاولات أمريكا التي بذلتها طيلة الحرب الباردة لتفكيك الأتحاد السوفيتي لكن أوباما أضاع كل هذا الجهد وأعاد الدب الروسي لافتراس النمر الأمريكي الذي نالت منه الشيخوخة وأفقدته مخالبه وأنيابه، هكذا تفعل جينات الشرق أفريقية!

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 3493 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.