الأربعاء , 1 مايو 2024
الشاعر المهندس سعيد الصقلاوي

سعيد الصقلاوي..ممثل الاتجاهات الشعرية في سلطنة عُمان

= 2302

—-


بقلم: محمد خضير *

على صوت البابور وبين يدي أمّهِ (سليمة) الحافظة لعيون الشعر والقرآن، شكَّل شاعرنا ملامح اتجاهاته الشعرية فكانت “هذا هو الحر الأبي// هذا ابن شعب العرب// قضى الحياة تائها// مشردا بلا أبِ” ثم أنشد ترنيمة الأمل ..فأنشد معه العُمانيون “يا حي يا قيّوم.. احفظ لنا عُمان”..

ولأن التجريب هو صانع التحولات والقادر على تطويع العوامل، شق الصقلاوي طريقه ليمنح عابريه من دارسي الأدب العُماني فرصة التأمل لكشف ملامح نضوج الشعر عنده، وعلى الرغم من ارتفاع صوت الصراع المسموع بين أصحاب الاتجاهات الشعرية في عُمان، إلا أن شاعرنا خاض حربه من أجل إظهار القيم الجمالية مستفيداً من نتائج هذه الصراعات، محافظا في الوقت نفسه على مورثه العربي والديني وبصبغة حداثوية خاصة رسم من خلالها أسس المدرسة الصقلاوية…

كثير من هذه القيم كانت قد رافقت تطور الحضارة الإسلامية وكبر نفوذها المتصل بالقرآن الكريم فأبقت على العربية داخل قالب الكلاسيكية التي خالفتها الحداثة لاحقاً.. والفهم الخاطئ في مفهوم الحداثة عند البعض جعلهم ينعتون كثيرا من الشعراء بالكلاسيكية كونها لم تمنح القارئ شيئاً من الغموض الذي يشرح هذا الفهم الخاطئ.

كمٌ هائل من الألم، وأنا هنا أستقي من كتاب “سعيد الصقلاوي.. شاعر بحجم الألم” للباحث هشام مصطفى عبد التواب.. هذا الألم الذي صبغ كثيرا من أعمال الصقلاوي الشعرية فأمسى دافعاً عند كثير من الباحثين ليحفروا عميقاً داخل أشعاره في محاولة لفضح الأسباب والتداعيات وراء ذلك.

وإذا صح لنا الاختصار، فما قاله أبو هلال العسكري لا بد كافياً: الكلامُ يحسن بسلاسته، ونصاعته، وتخير ألفاظه، وإصابة معناه،وجودة مطالعه، وليس مقاطعه، واستواء تقاسيمه،وتعادل أطرافه، وتشابه بواديه،وموافقة أخيره في باديه، حتى لا يكون في الألفاظ أثر، فتجد المنظوم مثل المنثور في سهولة مطلعه، وجودة مقطعه، وحسن رصفه وتأليفه، وكمال صوغه وتركيبه، فإذا كان الكلام كذلك كان بالقول حقيقاً، وبالتحفظ خليقاً.

وفي رأي جلي للكاتب الإنجليزي سومرست موم: “الشعر، هو تاج الأدب، إنه الغاية والهدف، إنه أرقى أشكال النشاط العقلي، إنه بلوغ الجمال والدقّة وليس بوسع كاتب النثر إلا أن يتنحّى حينَ يمرُّ الشاعر” ، ولأن سيرة الشاعر هي شعره، سيبقى كل ما يحيط به محض هامش، وأكتفي بالقول أننا في حضرة شاعر يتنحى أمامه كثير من الشعراء، فهو الممثل لأهم الاتجاهات الشعرية في سلطنة عُمان.

———

* شاعر من الأردن.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 9533 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

تعليق واحد

  1. محمد بن ناصر المنذري

    الأستاذ الكبير بأعماله المخلصة والشاعر والأديب الماهر الأخ الوفي سعيد الصقلاوي الذي يصوغ الحروف بقلائد الفكر الناصع المرصع بجواهر حبه العظيم لوطنه ولأمته والمعتز بأفذاذ الخالدين الذين ما تزال ولن تزال أنوار عطائهم المعنوي والمادي تنير للسالكين سبيل العزة والمجد والطامحين لنيل الخلود الأسمى في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.