الحقيقه أننى لم أمتلك يوما ظلا لقلبك .. ورغم إقامتى الجبرية خلف أسوار الخوف من الرحيل عنك .. إلا أن كل ما يلحق بى يصنع حضورا لك يؤنس وحدتى .. فيروز حين تغنى .. فريد حين يعزف الشجن .. حفحفة أوراق الخريف على أرصفة الانتظار لوعود قد تأتى يوما .. تحيك أمل بأن الغد له شروق مختلف.. إما نسيان أجبارى أو لقاء تمنيته منك ..
سلكت درب الاستسلام الى قدرك معى .. تعاتبنى فيك مزاجاتى المعقده التى لم أحذر يوما وضعها وفقا لهوى نفسك المتقلبة على .. أتذكر يوما كنا برفقة نستمع الى فيروز وندندن سويا أغنية وداع .. وسألتك .. بتغنى وأنت موجوع؟
أجبتنى: أنا مطحون من جوايا موش موجوع.
سألتك بلؤم الشك : وهيه فيروز بأغنية الوداع بتعبر عن حالك يمكن تكون حبيت و اتنسيت؟
جاوبتنى ساخرا من سذاجة لؤمى: فيروز رحمة من السماء .. لكن يا بت أنت البكا على الحب للى زيك موش للرجالة .. وعشان تريحى دماغك من الشك أنا لا بحب ولا حبيت .. والوجع اللى عشانه يبكى الرجال بيبقى وطن .. وبس!
تغيرت أنت كثيرا بعد ثلاثة أعوام توعدنى بأن اﻷمل وطن .. مستشهدا بنضال القدماء تاركا كل معانى اليأس الى الضعفاء .. وها أنت اﻵن .. تمارس ضعف من خذلونا يوما وأضاعوا الحلم كما أضاعوا الوطن .. نسيت أنك علمتنى من لا يعشق أنثى لا يعرف كيف يعشق الوطن!