السبت , 4 مايو 2024

د.نسرين مصطفى تكتب: أمريكا..وعقيدة الاغتيالات!

= 2279

“قبل ان تطلق امريكا وابل قنابلها علينا كانت قد اطلقت النار بالفعل على رأس هذه الأمة”، انها حقيقة مفزعة يجب ألا يغفلها العرب، وليس فى وسعنا والحرب آتية لا ريب فيها إلا ان نصلى كى تمهلنا قليلا لكى تفيق العقول العربية مرة اخرى حفاظا على الامة التى دمرتها امريكا والغرب بدعوى الديمقراطية والحرية ، فأمريكا التى تدعي انها ام الحريات وصاحبة ام المعارك وغيرها من المصطلحات الرنانة، وهى فى الحقيقة ام الاغتيالات وام المؤامرات.

فقد انتهى عصر الجيوش وبدأ عصر الحروب النظيفة والجيوش الطاهرة – إن جاز التعبير – فهم يحاربونا بتعطيل عقولنا وتغييبها فأية اوطان تلك التى لا تتبارى إلا فى الانفاق على المهرجانات ولا تعرف الإغداق إلا على المطربات.

ان اهمالنا للبحث العلمى واحتقارنا لعلمائنا من اسباب احتقار العالم لنا وكم كان صادقا عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه، حين قال “ان استطعت فكن عالما فإن لم تستطع فكن متعلما، فإن لم تستطع فلا تغضبهن”، وتشير الاحصاءات إلى ان ما يقرب من مليون عالم عربى يعيشون فى المنافي الاختيارية او القسرية واضعين خبرتهم وعقولهم فى خدمة الغرب، واصبح العلماء العرب مجبرون اليوم بين ان يكونوا عملاء او شهداء فالذى نجا منهم من مكائد الموساد ولم يتم اغتياله ليس امامة سوى ان ينتحر، وهو ما قد تطالب به امريكا العرب قريبا كشرط تعجيزى آخر اذ لم تعد التهمة وجود اسلحة نووية بل وجود علماء عرب قادرين على انجازها.

ولا يجب ان نندهش عندما نعلم ان بعد غزو العراق بدأت مرحلة جديدة من تصفية العقل العربى، فحددت الاستخبارات الامريكية قائمة تضم 800 اسم لعلماء عرب عاملين فى المجال النووى والهندسة والانتاج الحربي، وبلغ عدد العلماء الذين تمت تصفيتهم اكثر من 251 عالما، واشارت مجلة “نيويورك تايمز” الى انه تم قتل 70 طبيبا عربيا فى سنه 2005 بين اغتيالات وسجن كما تم فتح باب الهجرة لأكثر من ألفى عالم من عقولة النابغة.

واليك عرض لأشهر العلماء العرب الذين تمت تصفيتهم لحرمان اوطانهم من التقدم بعقول ابنائهم ، فالمهندس اللبنانى حسن الصباح الذى لقب باديسون العرب الذى له اكثر من 73 اختراعا فى مجال الهندسة الكهربائية اغتيل عام 1935 فى الولايات المتحدة، و عالمة الذرة المصرية سميرة موسى لها اختراعات وابحاث في استعمال الطاقة النووية في الطب وتوليد الطاقة الآمنة اغتيلت عام 1952م خلال زيارتها لامريكا.

اما الباحثة الكويتية سلوى حبيب والتي كشفت الكثير من المخططات الصهيونية فى العالم العربى وافريقيا وألفت عدة كتب عن تاريخ اليهود اغتيلت مذبوحة فى شقتها، وعالم الذرة المصرى نبيل القلينى له ابحاث فى التنقيب عن اليورانيوم اختفى عام 1975م في جمهورية التشيك ولم يعثر له على اثر الى يومنا هذا.

وعالم الفيزياء المصرى مصطفى مشرفة مات مسموما عام 1950م ويرجح اغتياله على يد عناصر الموساد، أما العالم اللبنانى حسن رمال من اهم علماء العالم فى الفيزياء والمواد كما وصفتة مجلة “لوبون” وله اكثر من 119 اختراعا وبحثا اغتيل عام 1991م فى فرنسا، وكذلك عالم الذرة المصرى سمير نجيب، كان يعمل فى الولايات المتحدة لكن عندما قرر العودة الى مصر سرقت ابحاثه واغتيل عام 1967م.

وكذلك عالم الصواريخ المصرى سعيد بدير له ابحاث واختراعات كثيرة فى هندسة الصواريخ عمل فى حقل الاقمار الصناعية فى المانيا واغتيل عام 1989م، والعالم النووى المصرى يحيى المشد، كان من اهم مؤسسي هيئة الطاقة الذرية المصرية وعراب البرنامج النووى العراقي وله 50 بحثا فى المفاعلات النووية تم اغتياله عام 1980م فى باريس.

لذا.. يجب استعادة العقول العربية..فقد سقطت آخر معاقل كبريائنا يوم اهين علماؤنا مرتين، مرة بمذلة العوز والحاجة، ومرة بمذلة عالم اجبر على الاعتذار لعدوه عن عمر قضاه فى البحث العلمى خدمة لما ظنه مصلحة وطن.

 

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11416 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

تعليق واحد

  1. أشرف السعودى

    مقال رائع.. سرد لكل جرائم أمريكا فى المنطقة تجاه العلماء الذين (لو عاشوا) كان سيكون لهم الفضل فى ارتفاع مقام الأمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.