الأحد , 5 مايو 2024

د.علا المفتي تكتب: في بيتنا مفكر (2)

= 1643

ola-el-mofty

 

حدد كثير من الدراسات أنواع التفكير منها دراسة (مونتجومري Montgomery) وآخرون 1999 التي أوجدت ثمانية أنواع للتفكير هي:

1  –    التفكير الناقد    Critical Th.
2 –     التفكير التباعدي    Divergent Th.
3  –    التفكير الاستنباطي    Deductive Th.
4  –    التفكير الاستقرائي     Inductive Th.
5  –    التفكير الإحاطي أو الجانبي    Lateral Th.
6  –    مهارات ما وراء المعرفة     Metacognitive
7  –    التفكير البصري    Visual Th.
8  –    التفكير الرأسي    Vertical Th.

    ومن أهم أنواع التفكير التفكير الناقد Critical thinking الذي هو نوع من التفكير العلمي القائم على إصدار الحكم واتخاذ القرار بموضوعية من خلال استخدام مجموعة من المهارات المعرفية مثل الدقة في فحص الوقائع والتفسير والاستدلال والاستنتاج والمقارنة والتقييم وهي مهارات قابلة للتنمية. 

ويذكر (ليبمان Lupman) 2003 أن مهارات التفكير الناقد المختلفة تمكن الفرد من الحكم على الأشياء ومنطقتها منطقًا سليمًا الأمر الذي يعود بالنفع على المجتمـع.

بناءً على ذلك فإن ممارسة التفكير الناقد لها أهمية وفائدة قصوى في حياة الفرد والمجتمع منها:

1 – مساعدة الفرد على التكيف بدرجة أكبر من غيره من الذين يفتقرون لهذا النوع من التفكير.
2 – يساعد في مواجهة المشكلات المتجددة وإنتاج حلول فعالة لها ومعالجتها في ضوء الأدلة المؤيدة بالحقائق المتصلة بها.
3 – يجعل الفرد قادرًا على اتخاذ القرار الجيد الذي يتضمن القدرة على الاختيار الجيد من خلال قياس البدائل وتقويمها بطريقة صحيحة وخاصة في هذا العصر التكنولوجي سريع التغير، عصر انفجار المعلومات والعولمة.
4 – إن التفكير الناقد له «ضرورة تربوية لحماية عقول الصغار من التأثيرات الثقافية الضارة المنتشرة في المجتمع».
5 – يشجع روح التساؤل والبحث والاستفسار وعدم التسليم بالحقائق دون التحري أو الاستكشاف.
6 – يحد من الجمود الفكري لدى الفرد فيكون مرنًا في مواجهة المواقف حيث إن ممارسة التفكير الناقد تعتبر «بمثابة تدريبات للياقة العقلية».
7 – يعد التفكير الناقد «ضروريًا من أجل استخلاص النتائج من المعرفة في أي مجال معرفي».    
8 – يذكر (هيجل) أن الفكر الناقد هو المدخل إلى تنمية الحرية خلال مجتمع عضوي.
9 – تساعد مهارات التفكير الناقد الفرد على إصدار أحكام ذكية بشأن القضايا العامة، وبالتالي المساهمة بطريقة ديمقراطية في حل المشكلات الاجتماعية.

ولكي يتم تنمية هذا النوع من التفكير يجب أولاً تحديد السمات والخصائص التي يتمتع بها الفرد صاحب الفكر الناقد. وقد قدم كثير من العلماء تصوراتهم عن تلك الصفات والخصائص. وقد أوضح (روبرت مارزانو) و(دبرا بيكرنج) مجموعة من صفات المفكر الناقد وهي «الوضوح- الدقة- التفتح الذهني- اتخاذ موقف محدد والدفاع عنه- الحساسية للآخرين- تجنب الاندفاعية».

وقد وضع (روبرت فيشر) الملامح العامة التي يجب مراعاتها عند تقديم أي برنامج لتنمية التفكير الناقد لدى الأطفال وتتمثل هذه الملامح في الاستراتيجيات الآتية:

– طرح الأسئلة الجيدة.
– اتاحة وقت وفترة مناسبة للتفكير.
– التفكير الفردي ثم الجمعي. 
– كيفية الإجابة على الأسئلة (طلب استطرادات).
– الامتناع عن إصدار الحكم على استجابات الأطفال.
– دعوة المجموعة كلها للاستجابة.
– طلب تلخيص.
– السماح للأطفال باختيار المتحدثين في المناقشات.
– حث الأطفال على إعطاء المبررات لرؤاهم.
– استدعاء مدى من الاستجابات و تشجيع الانفتاح العقلي. 
– تشجيع تساؤل الطفل.

مما سبق يتضح لنا أهمية بل وضرورة تنمية التفكير بشتى أنواعه لإعداد مواطن مفكر منتج مبتكر من أجل بناء نهضة حقيقية لمجتمعنا.

وعلى كل مؤسسات المجتمع أن تسعى جاهدة لتحقيق تلك الغاية ولاسيما الأسرة والمدرسة ليصبح في كل بيت من بيوتنا مفكرا قادرا على مواجهة تحديات الحضر والمستقبل.

——————-

* مدرس أدب وثقافة الطفل بجامعة عين شمس.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 12227 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

تعليق واحد

  1. بارك الله فيكم وننتظر منكم المزيد دكتوة علا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.