فى الأعوام الأخيرة ازدادت الفجوة بين الابناء والآباء وزاد توتر العلاقات بينهم فى كثير من البيوت واصبح التعامل معهم يمثل مشكلة تواجه الكثير من الاسر .
وتؤكد المؤشرات والدراسات أن المشكلات المتعلقة بالأبناء تأتى فى المرتبة الثانية بعد المشكلات الزوجية حيث تتكرر الشكوى من مشكلات الأبناء وانعدام التقارب فى وجهات النظر بينهم حيث اصبح كل منهم يتكلم بلغته الخاصة به .
ومصطلح الفجوة بين الأجيال يعنى فروق بين الأولاد ووالديهم وهى فروق ثقافية تجعلهم مختلفين فى الأفكار والإتجاهات والسلوكيات .
ولو اقتربنا من تلك الظاهرة نجد تراجع دور الأسرة وظهور آليات العصر الحديث والتى تطورت بشكل غير مسبوق والتى ساعدت على تكوين طموحات أخرى لدى الأولاد .
ونجد انشغال الوالدين بالسعى وراء العمل مما أوجد قصورا فى الرقابة والمتابعة الابوية .
وقد نجد الأم تترك أبناءها لتأخذ مكانها المربية فى حين ينشغل الأب بمسألة جلب المال وبالتالى يلجأ الأبناء إلى اكتساب قيم مغلوطة من أطراف اخرى .
ونجد الأسر فى الأوقات القليلة المجتمعين فى المنزل كل فرد ينشغل بعالمه الخاص الذى كونه بعيدا عن الأسرة وذلك من خلال هاتفه الذى يكتسب منه كل شئ دون وجود الرقيب والمتابع .
اذن السبب الأساسى فى اتساع تلك الفجوة هو استخدام التكنولوجيا الحديثة بطريقة خطأ وعدم اجتماع الأسرة على مائدة واحدة كما كان يفعل آباؤنا .
ولكى نعالج المشكلة علينا أن نعالج أسبابها.. فالآباء إذا شعروا بمسؤوليتهم تجاه أبنائهم وان هؤلاء الأبناء أمانة فى أعناقهم سيسألون عنها أمام الله فإنهم حتما سيحرصون عليهم والعناية بهم وتربيتهم تربية صالحة وسيحرصون على توفير جو من الاستقرار داخل أسرهم .
ولابد أن يراجع الآباء أنفسهم محاولين ايجاد الوقت الكافى للجلوس مع ابنائهم ومسايرة التكنولوجيا الحديثة كى يستطيعوا الوصول لأفكارهم، وهذا ليس عيبا ولكن العيب الحقيقى ان نقف مكتوفى الايدى والعقل ونترك الأبناء للضياع .
وعلى الأبناء ان يشعروا بواجبهم تجاه آبائهم، وأن الله قد فرض عليهم بر الوالدين والإحسان إليهم، ومناقشة الآباء بطريقة هادئة للوصول لحلول مرضية للطرفين، وإيجاد جو أسرى ملئ بالحب والتفاهم.
——————
* كاتبة المقال إستشاري علم النفس.