الأحد , 5 مايو 2024

د. إلهام الدسوقي تكتب: المهم العدد!

= 1577

بالرغم من مشاغلي الكثيرة، فلا أتوقف عن حضور المنتديات والاجتماعات والمؤتمرات العلمية والادبية بغرض المعرفة والاحتكاك بالمجتمع والتعرف على أحدث الموضوعات والتطورات..

واليوم .. استيقظت لأجد ما اسعدني فقد ارسلت إحدى الصديقات إعلانا لندوة وبدا من الإعلان الأهمية القصوى للموضوع فهو موضوع الساعة ويتسابق البشر عليه كما التسابق على جني المال.

وكان الأهم من بين عشرات الإعلانات التي تصل ولا اهتم بمغزاها لسوء اختيارها لما تقدم من موضوعات لا تنتمي لما يعانى منه المجتمع وتبعد كل البعد عن العقلية والواقعية.

أما هذه المرة وجدت ضالتي وتهللت أساريري فسوف أضيف إلى معلوماتي ما يجعل خبراتي أعلى ويساعد على التعامل في عالم متسارع يميل إلى التغير اليومي فبحثي عن المعلومات لا ينتهي واقترابي من الخبراء في كل مجال لأستفيد من أحدث التطورات جل اهتمامي.

وتوقعت مع هذا الكم من الدعاية وروعة التقديم أن يحاضرنا الخبير المتخصص في المجال، ومع النظرة الثانية للإعلان حدثت الصدمة والتي اتلقاها مع كل ندوة تصلني بأن المحاضر تم اختياره على أساس درجة العلاقة الشخصية ليست درجة المعرفة العلمية فكيف يتحدث في الاقتصاد صاحب الدكتوراه الفخرية من جمعية الأموات الخيرية لجهوده المضنية في الظهور المكثف في وسائل الإعلام وكيف يقوم بالنقد والتفنيد من عمل طوال عمره في الجراحة.

ومع صدمتي الشديدة أرسلت لصديقتي مستغربة: أين عقلك فيمن اخترت؟

فكان الرد: هو المشهور ذو الصيت الذي يهفو الناس لسماع صوته

وماذا عن محتوى الكلام سيدتي؟

أي كلام إلا السياسة والدين صديقتي المهم العدد ونلم الناس.

سكت لساني ولم يستطع التعليق وقررت الحضور لأتبع جموع القطيع!

والتزمت بالموعد، فلم أجد من الحضور الا عدد أصابع اليد الواحدة وكلهم من الأصدقاء الحاضرين لدعم المعلنة المسكينة ولإثبات أهمية الحدث وجلست لأستمع فلم أجد الا كلام العامة يتردد في الطرقات وعلى المنصات فانصرفت سريعا احتراما للوقت وتقديس للمحاسبة عليه.

أما صديقتي المعلنة فقد ارسلت تسأل عما استفدته من الندوة فكان الرد : المهم العدد!
——————–
* خبير السلوك المهني.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 12358 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.