الأحد , 28 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: نوايب ..وحلت !

= 1327

Dalia Gamal

 

لم يكتف نواب البرلمان باستثناء رواتبهم ومكافآتهم الضخمة من تحمل الضرائب التي فرضوها علي المواطن  الغلبان بسلطة القانون !

بل ولم يكتف البعض  منهم بتحويل خلافاته الأسرية ورغباته الانتقامية من بعض أقاربه إلي مشروعات قوانين ملاكي تطرح في البرلمان لتحقيق أهداف شخصية..كقانون حضانة أبناء المطلقات ..رغم فجاجة مغزاه ..وأهدافه المشبوهة !

بل تعدت الأمور كل الخطوط الحمراء والسوداء..وبلغ الأمر أعلي درجات النفاق والتملق للوصول إلي أعلي سلطة في مصر ممثلة في شخص الرئيس بنفسه !

ففي جرأة  واضحة ومحاولة  فجة للتمسح في الأعتاب الرئاسية،ونيل ثقة الرئيس تقدم نائب برلماني بطلب فرض عقوبة لتكذيب كلام الرئيس علي وسائل التواصل الاجتماعي  بالحبس ثلاث سنوات !

غافلا عن جهل او  تعمد أن البشر منذ الخليقة لم يحدث أن  اتفقوا أبدا علي الإيمان  بإله واحد أو تصديق كلام الله سبحانه وتعالي بجلاله وعظمته !

كما تناسي أن سبب حروب البشرية  منذ بدء الخليقة،  كان دائما نتيجة اختلاف معتقداتهم الدينية، فمنهم من يؤمن بوجود الله ومنهم من يؤمن بأن الإنسان ابن الطبيعة، وهناك من يعبد البقر ويقدس الطاووس، بينما لازالت هناك حتي اليوم طوائف تؤمن بالأشباح ..في دليل قاطع علي أن طبيعة النفس البشرية تميل للشك أكثر من اليقين !

وبالطبع لا يخفي علي أحد  ماهية الهدف النبيل للنائب المطالب بحبس مكذبي السيد الرئيس، فالوصول للمناصب والحظو بالقرب من الرجل الأول في الدولة، والحصول علي امتيازات شخصية  هو أمر مشروع أيضا لكل البشر !

لكن..وللأسف فقد غاب عن فطنة النائب البرلماني الحصيف أن كلام الرئيس هوالعلامة الفارقة لدي جموع الشعب المصري للفصل بين الحقائق والشائعات ..وأن الرئيس لا يحتاج لكل هذا التملق والنفاق ..والتهديد باستخدام العنف لفرض ارائه وكلماته، لأن المصريين قد اعتادوا علي أن كلام الرئيس يخرج دائما من القلب ليصل الي القلب.

وهنا أطالب السيد رئيس البرلمان المصري الذي يحرص علي أن يقف دائما بالمرصاد لأي تجاوز داخل المجلس أن يكثف من دورات التدريب الخاصة بتعليم النواب كيفية الأداء البرلماني وأصوله، وضرورة العمل لسن تشريعات تحقق مصالح الشعب، وليس لتحقيق مصالح النواب وأهوائهم الشخصية. لأنه لوسمح البرلمان بمثل هذه الإقتراحات ، فسوف تشهد  قبة البرلمان مباريات نفاق لن تنتهي بين السادة النواب الوصوليين، نتعلم منها أصول  التملق «والحليطه»، ومش بعيد نفاجأ  بنائب آخر يطالب بفرض عقوبة 10سنوات حبس لمن لم يدعوا للرئيس صباح كل يوم  !

فترد عليه نائبه مطالبة بإعدام من لا يبتسم لصورة الرئيس ! في ماراثون نفاق لن ينتهي ..بعد أن تناسي النواب أنهم نواب للشعب وليسوا هيئة دفاع عن الرئيس !

وكفي هذا الشعب الغلبان من السادة أعضاء البرلمان انهم حتي اليوم لم يحددوا لنا بقوانينهم وتشريعاتهم واقتراحاتهم…هل هم نواب برلمان ..أم نوايب وحلت علي البرلمان !

—————–

daliagamal2020@yahoo.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 6290 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.