حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
كانت دهشتي تماثل دهشة الفنان فؤاد المهندس في مسرحيته الرائعة سيدتي الجميلة، وهو يقول: أنا اللي مجنني إني كنت لابس جاكته وقميص بـ6 زراير وصديري ومع ذلك سرقوا الفانلة! إزاي . ما اعرفش!
ارتسمت هذه الدهشة على وجهي وأنا أشاهد فيديو اشتعال سيارة فارهة لليوتيوبر الشهيرثقيل الظل، وقد وقف أعلى الطريق الدائري يصور سيارته المشتعلة، ببرود قاتل وأعصاب من حديد وهو يؤكد في ظل هذه الظروف أن سيارته المرسيدس الجديدة موديل العام تمنها مليون جنيه، قد اشتعلت فجأة أثناء سيره بها بصحبة زوجته وطفلته، وهو طبعا في هذا الموقف يسكت؟ أبدا!
فورا شغل الكاميرا وهات يا تصوير للسيارة وهي تحترق، وبسرعة رفع الفيديو على اليوتيوب، لأن عداد المشاهدين لازم يعد ملايين المشاهدات، ليرتفع رصيد الأخ اليوتيوبر في البنك من عدد المشاهدات.
أما أنا. . . فكلي أمل أن تثبت التحقيقات أن اشتعال السيارة كان بفعل فاعل كما أعتقد، لترفع عليه شركة مرسيدس دعوى قضائية يدفع فيها اللي ورآه واللي قدامه، يمكن يبطل تقليد الشاب الروسي الذي أشعل النار في سيارته المرسيدس انتقاما من التوكيل الذي رفض إصلاح العطل في سيارته المرسيدس مرارا وتكرارا، وحصل على تعويض من الشركة وسيارة هديه من شركه منافسه، وهو ما أراد أن يحققه اليوتيوبر المصري، ولكن بأسلوبه البلدي وبثقل ظل وسذاجة واستخفاف بمشاعر المتابعين لسخافاته المتكررة، والتي كان آخرها محاولات إفراغ طفلته الصغيرة وتخويفها وتصوير رد فعلها في فيديو ورفعه علي اليوتيوب، والذي نتج عنه تعرضه وزوجته لعقوبة قضائية استحقوها بجداره.
ويبقي علينا نحن المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي دور عظيم في تجاهل أمثال هذه النماذج الرخيصة من مهاوي التريند، وعدم متابعتهم لإفشال مخططاتهم في ترسيخ فكرة أن النجاح للفاشلين، وتحقيق المكسب من الهوى سهل!
وذاكر تنجح، لكن غش. . تجيب مجموع! فمتابعة أمثال هؤلاء خلقت طبقة مهاويس التريند، ممن تتوقع منهم أي شيء وكل شيء حتى لو وصل الأمر لارتكاب جرائم على الهواء لتحقيق أعلى المشاهدات.، ومعها أعلى رصيد من أموال اليوتيوب ثمنا لهذه المشاهدات. . . ويارب يتحقق ظني وتثبت التحقيقات إن اشتعال السيارة تم بفعل فاعل، حتى نصور محاكمة الفاعل وعقوبته العلنية ونرفعها علي اليوتيوب بدورنا. . . لعلها تكون عبره لكل مهاويس التريند المستخفين بكل القيم والأخلاق ومشاعر البشر.
————–
* مدير تحرير أخبار اليوم.
