الأحد , 28 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: قرارات رمادية..مائعة !

= 1816

Dalia Gamal


اشتعلت أزمة  الأطباء نتيجة اعتداء عدد من أمناء الشرطة علي أطباء بمستشفي المطرية .. فاكتفت وزارة الداخلية باعتذار مخفف خال من معناه  دون  عقاب لمن اخطأ حتي لا تغضب جموع أمناء الشرطة  الذين أصبحوا  شوكة في ظهرها، ومصدر متاعبها الدائم، الذي يشوه صورة جهاز بالكامل، ويفقده تعاطف الناس رغم كل تضحيات رجاله الأبطال وما يبذلونه ويقدمونه لهذا الوطن !

وعلي الناحية الأخري..  قامت إدارة مستشفي المطرية بإغلاقها تضامنا مع أطبائها المعتدي عليهم ! في إجراء بالغ الخطورة تبعه  تضامن باقي أطباء المستشفيات الحكومية بالتوقف السلبي عن العمل !

دفع  ثمنه المرضي قليلو الحيلة والقدرة من الشعب.. ووقفت وزارة الصحة وجموع المسئولين بالحكومة موقف المتفرج حتي لا يغضب جموع الاطباء !

وعلي جانب آخر…حدثت أزمة الدولار  واستفحلت  فقام البنك المركزي بتخفيض قيمة الجنيه مقابل الدولار  !! فصرخ الناس من موجة الغلاء القادمة بعد أن تخطي الدولار حاجز الـ 8 جنيهات  ! فسارع رئيس البنك المركزي الجديد برفع قيمة الجنيه مرة أخري  لتنخفض قيمة الدولار إلي ما دون الـ 8 جنيهات للسيطرة علي الأسعار  وإرضاء الناس !

وبادر  بفرض قيود علي استبدال العملة الاجنبية وحجم الإيداع والتحويل للخارج للحفاظ علي رصيد مصر من العملة الاجنبية !

فصرخ المستوردون وأعضاء الغرف التجارية من هذه القرارات فقامت الحكومة هذا الاسبوع بتخفيف قراراتها  لإرضاء المستوردين والغرف التجارية !

وكذلك الحال في السياحة ..حيث تعلن الدولة عن دعم قطاع السياحة وتأجيل ديونه للبنوك ومستحقاته للدولة من ضرائب وكهرباء في محاولة لإرضاء قطاع السياحة !

فتعترض البنوك وأصحاب المديونيات المستحقة عليهم ..ولسان حالهم يقول هذه  حقوقنا فما ذنبنا !.. وما حدث مع كل ما سبق حدث مع قانون الخدمة المدنية ،الذي تم تعديله  ليرضي موظفي الدولة !  وليرضي عنه أعضاء البرلمان !

و هنا يكمن سر فشل الحكومة !

فهل شعر الاطباء الذين اهينوا بأنهم أخذوا حقهم.؟  بالطبع لا.

وهل شعر المستثمرون أن المجموعة الوزارية الاقتصادية اتخذت قرارات لصالحهم؟  بالطبع لا .. وهل شعر العاملون بالسياحة بمساندة الدولة لهم ؟ بالطبع لا  ..

وكذا حال الموظفين والمواطنين في كل قطاع ..  لأن الدولة تعالج الامور وتتخذ القرارات بغير دراسة! منتهجة سياسة إطفاء الحرائق  بعد اشتعالها !  واستدراك أخطائها التي لم يسبق أن فكرت في احتمالات حدوثها جراء قراراتها العشوائية، التي يرسمها بعض رجال الحكومة من الهواة وأصحاب الأفكار السطحية.!

وبدلا من نجاحها في إرضاء الجميع ، تصبح النتيجة غضب الجميع!  وعدم رضا الجميع ! ولعله قد آن الأوان أن تتوقف الحكومة عن  الضحك علي الدقون واتخاذ قرارات  رمادية مائعة !

———–

daliagamal2020@yahoo.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 5995 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.