الإثنين , 29 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: عدوا على أصابع اليد!

= 3693

طبيب شاب نشر على صفحة الأطباء العاملين فى مستشفيات وزارة الصحة انه حاول استخراج رخصة قيادة مهنية ليعمل سائقا لتاكسى! ولكن جهة عمله ترفض منحه الموافقة! فهل من حق جهة عمله رفض الطلب !! فنصحه زملاؤه بالعمل برخصة قيادته الخاصة سائقا مع شركة أوبر!

وحيث إننا وصلنا لهذه المرحلة، فعدوا على أصابع اليدين، سنوات قليلة باقية.. بل اقل مما نتوقع جميعا ليصبح ما حذرنا منه مرارا وتكرارا واقعا مؤلما، وحقيقة موجعة لا مفر منها.

سنصحو جميعا من نومنا.. أو نفيق من غيبوبتنا لنكتشف أن مصر قد أصبحت بلا أطباء !!

ولمن لم ينتبه ..فأطباء مصر يتناقصون بمعدلات مفزعة، البعض هرب من التخصص فى مجالات الطب المعقدة والصعبه بفروعها كتخصصات الباطنة والقلب والأورام والكبد والجراحة والمخ والأعصاب، والعظام، وغيرها من المجالات الدقيقة التى أصبحت ممارستها عبئا على أصحابها، نتيجة لما يعانيه شباب الأطباء من بيئة عمل طاردة وغير مشجعة لهم، من ضعف الرواتب، ونظام عمل فى مستشفيات حكومية تعامل الطبيب على أنه كائن من الفضاء الخارجى لا يكل ولا يمل ولا يعطل ولا يحتاج الى راحة!

حيث ساعات العمل متواصلة تصل الى ٣٦ ساعه دون توقف، كان من نتيجتها سقوط العديد من شباب الأطباء ضحية للإرهاق والأزمات القلبية المفاجئة!
وهو مادفع الأغلبية الباقية لاختيار تخصصات التغذية والتجميل وزراعة الشعر ونحت القوام هربا من الفقر والامتهان.

أما الغالبية العظمى فقد رحبت بهم الدول الأوروبية والعربية التى تعانى من نقص الأطباء لديها، ويمثل الطبيب المصرى لهم فرصة رائعة وثروة بعقلية علمية محترمة وأخلاق مميزة ورغبة فى النجاح وتحقيق الذات، ولا يحتاج إلا الحصول على بعض الدورات العلمية الحديثة ومتابعة أحدث التقنيات العلمية، ليصبح إضافة عظيمة لمجتمعه الجديد فى الغربة، حيث يتوافر له الأمن والأمان والحياة الكريمة التى تليق بعلمه وقيمته فى المجتمع، وحيث يمكن أن يتابع دراسته ويزداد علما وخبرة وكفاءة.

أما نحن فى مصر .. فلنعد لطب العطارين ووصفات الدجالين.. فلا عزاء لنا.

—————————–
* مدير تحري أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 7942 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.